انتقدت الأكاديمية والباحثة نادية المرزوقي ما آلت إليه تونس من تردٍّ للحريات العامة وغياب الديمقراطية تحت حكم الرئيس قيس سعيد، واصفة ما يجري بـ”المأساة”.
وقالت المرزوقي وهي ابنة الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي؛ إن الرئيس الحالي، قيس سعيد، الذي وصل إلى السلطة بطريقة ديمقراطية، يعمل منذ استلامه لمنصبه بشكل منتظم على تفكيك الديمقراطية في البلاد، فقد قام بحل البرلمان، وفرض دستورا جديدا يمنحه صلاحيات هائلة، ومارس القمع بحق كل من تسول له نفسه معارضته.
وأضافت في مقال لها بصحيفة نيويورك تايمز: “ها نحن في المحصلة نعيش بلا حرية وبلا ماء وبدون ما يكفي من الطعام. يوشك الاقتصاد على الانهيار، ووصلت البطالة حد الجائحة، بدلا من التصدي للأزمات التي تعاني منها البلاد، يفضل قيس سعيد إلقاء الخطابات الرنانة حول الولاء والتآمر. ما يجري في تونس ليس أقل من مأساة”.
يبدو كل ذلك بالنسبة لي، ويا للأسف، مألوفا، وخاصة إذا ما عدت بالذاكرة إلى عهد الدكتاتورية أيام حكم بن علي.
في شهر نيسان/ إبريل، اجتمع أبناء العديد من السجناء السياسيين في جنيف، فتحدثوا وطالبوا الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على نظام قيس سعيد، وجدت شهاداتهم لدي صدى، حيث ذكرتني بأمسيات الأحد الكئيبة في ربيع عام 1994 عندما كنت ووالدتي نقوم بإعداد سلة الغذاء التي يسمح لنا بأخذها لوالدي في محبسه. أتذكر كيف شعرت حينها وأنا أتكلم معه عبر القضبان وفي وجود من ضباط الشرطة المسلحين.
ومع ذلك، فالإحساس هذه المرة أسوأ، حيث إن الغاية لا تقتصر ببساطة على سحق المعارضة، ولكن أيضا امتهان السجناء السياسيين وعائلاتهم. في جنيف، وقفت كوثر فرجاني تتحدث واصفة كيف تم اعتقال والدها، وهو عضو برلماني سابق، وكيف تتم معاملته في محبسه، حيث يحتجز في زنزانة مزدحمة جدا، عدد من فيها من النزلاء مائة وعشرون. ولا يتوقع أن يكون مصير راشد الغنوشي، الرئيس السابق للبرلمان ورئيس حزب النهضة الذي اعتقل في نيسان/ إبريل، أفضل من ذلك بكثير.