في مشهد مخزي وغير معبر عن الشعوب العربية خرجت القمة العربية المنعقدة في دورتها العادية الثانية والثلاثين في مدينة جدة السعودية، بما لا يمثل إرادة الشعوب العربية والمتطلعة للوحدة والحرية والاستقلال والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والتنمية التي تكفل الحياة الكريمة.
حيث انعقدت القمة في ظروف غير طبيعية سياسيًا واقتصاديًا يمر بها الوطن العربي ويشهدها العالم أجمع.
وكان من العار مشاركة عدد من الشخصيات المتورطة في القتل والقمع ليقدموا كزعماء لأوطانهم وهم في الحقيقة زعماء حرب، ومجرمي حروب وسافكي دماء على رأسهم مجرم الحرب السورية بشار الأسد فاقد الشرعية المحلية والدولية، وكان قد فقد الشرعية في الجامعة العربية قبل أن يُعاد تدويره مرة آخرى في نفايات التاريخ.
بالإضافة إلى عدد من المنقلبين والقاتلين والسفاحين الذين انقلبوا على إرادة شعوبهم، وجاءوا للحكم بقوة السلاح والدعم الخارجي.
وكل هذا تحت شعار حق يراد به باطل وهو شعار “المصالحة العربية”
فالمصالحة العربية مطلب شعبي يتحقق مباشرة لو مثل الأوطان حكام منتخبون يعبرون عن شعوبهم وليس عصابات من المرتزقة والمنتفعون يبحثون عن الاستمرار في مناصبهم لعقود من الزمن.
فالمصالحة والوحدة العربية اختيار شعبي لا يخطئه حاكم منتخب يعرف إرادة شعبه ويعلم أنه سيحاسب عليه ديمقراطيًا.
ولذا سعى المحتل والمستعمر دائمًا ومنذ زمن في هذه المنطقة للحفاظ على الحكام المستبدين في مناصبهم لتحقيق مصالحه وتفريق الشعوب عن غايتها السامية وهي الاتحاد والتحرر.
إن الجامعة العربية التي كتبت شهادة وفاتها منذ عقد من الزمن لم ولن تكون أبدًا رافعة لأي ميثاق جامع يوحد هذه الأمة مادامت تقوم على الاعتراف بالمجرمين والمنقلبين والدكتاتوريين زعماءًا وحكامًا لأوطانهم وهم في الحقيقة لا يمثلون تلك الأوطان ولا هذه الشعوب.
إن أولى الملفات التي يجب طرحها ومناقشتها عربيًا قبل أي ملف آخر أو أزمة قائمة هو ملف الديمقراطية والحرية ومن ثم استقلال إرادة الشعوب واختيار من يمثل مصيرها المشترك ولن يكون هذا بحكام اغتصبوا السلطة وقتلوا شعوبهم ولم يأتوا للحكم عبر الصناديق وإنما عبر القوة العسكرية والدعم الأجنبي وذلك على أشلاء شعوبهم فحولوا صناديق الانتخابات إلى صناديق موتى وإرادة الشعوب إلى احتلال بالوكالة فضيعوا قضية فلسطين وقسموا الأوطان واخضعوها للهيمنة ودمروا الاقتصاد واهدروا الثروات وانتهكوا حقوق الإنسان لتتحول الأمة العربية ذات التاريخ التليد إلى مثلى بين الأمم يشهد الجميع بتخلفها في كل مضمار وتبعيت حكامها وعدم استقلال قرارتها وضياع حقوق الشعوب في جميع المجالات.
إن مؤسسة مرسي للديمقراطية ترفع شعاراً للعالم العربي فحواه “الديمقراطية أولًا.. الديمقراطية عربية” وتتبرأ من هذا المشهد الهزيل الذي لا يعبر عن إرادة شعوب المنطقة وتتمني أن يجتمع العرب ويتحدوا في مناخ من العدالة والحرية يمثلهم حكام انتخبوا يحترمون القانون وإرادة الشعوب.
مؤسسة مرسي للديمقراطية