لندن| 14 أغسطس 2024م
في ذكرى تعيد على الشعب المصري والعالم مأساة القتل في أبشع صوره، وسفك الدماء في أحط أشكالها، وانتهاك الكرامة في أرذل نتائجها، تمر اليوم الذكرى 11 لمذبحة ميداني رابعة العدوية والنهضة.
حيث لا ينسي الشعب المصري والعالم الذي شاهد -على الهواء مباشرة- أبشع مذابح التاريخ المعاصر لأكبر عملية قتل جماعي لمدنيين عزل خرجوا للتظاهر بسلمية رفضا لانقلاب عسكري غاشم ومستبد ذاقت البلاد بعده ويلات الاستبداد والفساد ولاحقتها لعنة الدم الحرام.
إننا لسنا أمام مناحة نستذكر فيها العزاء ولكننا أمام حدث أسود يعيد لنا التضحيات والفداء ويطلب من أجيال تلو أجيال القصاص وأخذ العبرة من هذه المذبحة وما تلاها حتى لا تتكرر.
لقد حاول الانقلاب العسكري مرارا عبر السنوات الماضية تزيف التاريخ وطمس الحقائق، لكن بشاعة الجريمة ووضوحها وتوثيقها وحجم من شهدها وقف حائلا قويا أمام جهوده الحثيثة لتبقي الذاكرة والتاريخ شاهدين على أبشع مذابح مصر في العصر الحديث.
ويبقي على الأجيال التمسك بحق الشهداء والقصاص لهم، بأمرين لا ثالث لهما.
1- عدم السماح بتكرار ما وقع من استقطاب وانقسام مجتمعي مهد للمجرمين تنفيذ جريمتهم.
2- تقديم الجناة للمحاكمة القانونية والتاريخية لتنفيذ العدالة التي لا شك هي الرادع لأي جريمة ضد الإنسانية.
سيكون لزاما على الشعب المصري والعالم العربي تذكر أن رابعة وأخواتها كانت أولى المذابح التي وقعت في ميادين عامة وأمام أعين العالم في وضح النهار، وأنها كانت البداية لجرائم الاستبداد والاحتلال بالوكالة في المنطقة، وأن جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة والضفة والأراضي الفلسطينية ولبنان ضد الشعب الأعزل إنما هي امتداد لجريمته في دعم انقلاب مصر وقتل الشعب المصري في الميادين بدم بارد.
ستبقي الذكرى لتذكرنا بالعمل والنضال لأوطاننا في سبيل الحرية والتحرر، ولكن من لا يتذكر بقلب وعقل وإرادة وعزم وإيمان… لا تنفعه الذكرى ولا الذاكرة.
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)