جاء حادث طائرة الرئيس الإيراني ومرافقيه في مرحلة شديدة التعقيد من حيث التصادم العسكري والسياسي مع الكيان الصهيوني، فمنذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 وبدأت مرحلة جديدة من المواجهة لها تداعيات وتأثيرات إقليمية ودولية كبرى سواء على الأنظمة الحاكمة أو الشعوب، وصولا إلى هجوم إيران غير المسبوق في شهر إبريل 2024 بالطائرات المسيرة والصواريخ أرض/أرض على إسرائيل.
في هذا التقرير نلقي الضوء على حادث طائرة الرئيس الإيراني والسيناريوهات المحتملة له.
المناسبة السياسية لتحركات رئيسي قبل الحادث:
في وقت مبكر من يوم الأحد الموافق 19 مايو 2024 تواجد رئيسي في أذربيجان في منطقة حدودية إلى جانب الرئيس إلهام علييف بمناسبة إفتتاح سد ( قيز قلاسي ) على نهر آراس بين البلدين
قبل التحرك من منطقة إفتتاح السد أدى رئيسي والوفد المرافق له صلاة الجماعة ثم جاء اقتراح من أحد أعضاء الوفد لتناول الغذاء ثم التحرك ولكن الرئيس رئيسي رفض الاقتراح وأبدى أنه في عجلة من أمره للوصول إلى تبريز.
ركاب الطائرة:
- رئيس ايران: إبراهيم رئيسي.
- وزير الخارجية: حسين أمير عبد اللهيان.
- ممثل ولي الفقيه في محافظة أذربيجان الشرقية: محمد على آل هاشم
- محافظ أذربيجان الشرقية: مالك رحمتي.
- قائد وحدة حماية رئيس الجمهورية: العميد سيد مهدي موسوي
طاقم الطائرة:
- قائد الطائرة: عقيد طيار/ سيد طاهر مصطفوي.
- الطيار المساعد: عقيد طيار/ محسن دريانوش.
- مهندس طيران: رائد/ بهروز قديمي.
نوع الطائرة:
الطائرة عمودية من طراز بيل 212 أمريكية الصنع برقم تسلسلي 35071 ورقم تسجيل الطائرة 9221/6 ويقدر عمرها فوق 40 عاماً ويرجح أنها بيعت لإيران قبل ثورة 1979.
تسلسل حادث الطائرة:
- في حوالي الساعة 13:00 بتوقيت إيران (10:30 غرينتش) أقلع تشكيل جوي مكون من ثلاث طائرات هليكوبتر من مهبط للطائرات العمودية في مجمع جيز جلاسي للطاقة الكهرومائية على الحدود الإيرانية الأذربيجانية متوجها إلى مدينة تبريز، وكانت الطائرة التي يستقلها الرئيس في وسط التشكيل الجوي.
- بعد ما يقرب من ٣٠ دقيقة من طيران التشكيل في المسار المخطط له وفوق منطقة جبلية مليئة بالغابات ذات الأشجار الكثيفة، واجه التشكيل طبقة من السحاب فأمر قائد التشكيل -وهو قائد طائرة الرئيس- باقي طائرات التشكيل بالعمل على كسب الارتفاع التدريجي خلال اختراق طبقة السحاب.
- بعد الخروج من السحاب ومرور حوالي ٣٠ ثانية من آخر اتصال مع طائرة الرئيس لاحظ طياري إحدى الطائرات المرافقة فقدان أثر طائرة الرئيس وأيضًا عدم إستجابة طاقمها للإتصالات اللاسلكية.
هذه الطائرة كان يستقلها وزير النقل مهرداد بازرباش ورئيس ديوان الرئاسة غلام حسين إسماعيلي اللذان حسب شهادتهما لاحظا اضطراب الطيارَين وضجة في كابينة قيادة الطائرة، وسأل بازرباش الطيارَين عما يحدث فكانت الإجابة: أنهم فقدوا أثر مروحية الرئيس.
- قام طاقم الطائرة التي يتواجد بها وزير النقل بعمل دوران بالطائرة والعودة إلى المنطقة التقريبية لفقدان طائرة الرئيس وحلقوا فوقها عدة مرات لاستطلاع مكان الطائرة المفقودة، ولكنهم لم يستطيعوا رصدها نظرًا لضعف الرؤية وطبقات السحاب، وكذلك لم يستطيعوا الهبوط في ذات المنطقة، لأنه بطبيعة الحال محاولة الهبوط في المنطقة الجبلية والوادي المليء بالاشجار الكثيفة ستكون خطيرة للغاية.
- كان القرار عندئذ إستكمال الطيران والهبوط في أقرب مكان صالح للهبوط في هذه الأجواء الصعبة، وكان هبوط المروحيتين أخيرًا في منجم للنحاس وسط الجبال شمال غرب إيران على بعد 46 ميلاً من أقرب مدينة
منجم النحاس الذي تحول إلى مركز عمليات البحث والإنقاذ:
من خلال هذا المنجم تم إدارة جهود محمومة استمرت ١٧ ساعة كاملة للوصول للطائرة المفقودة، حيث تم تحويل مبنى مكاتب متواضع في منجم النحاس إلى مركز لإدارة الأزمة وقيادة عمليات البحث ضم مئات المسؤولين والقادة العسكريين وراكبي الدراجات النارية على الطرق الوعرة.
- رئيس ديوان الرئاسة السيد الاسماعيلي اتصل بالهواتف المحمولة للرئيس ووزير الخارجية والمسؤولين الآخرين وقائد الطائرة ولكن لم يجب أحد على اتصالاته.
- أخيرًا أجاب السيد آل هاشم -أحد ضحايا الحادث، ممثل المرشد الإيراني في محافظة أذربيجان الشرقية وإمام صلاة الجمعة في تبريز- وكانت المحادثة بحسب شهادة إسماعيلي كما يلي:
- أين أنت؟ ماذا حدث؟ هل يمكنك أن تعطينا إشارة للعثور على موقعك؟ هل يمكنك رؤية الآخرين؟ هل هم بخير؟”، قال: “أنا وسط الأشجار”. “أنا وحدي. لا أستطيع رؤية أحد.”
- وعندما حاول السيد الإسماعيلي الحصول منه على مزيد من التفاصيل، قال رجل الدين أنه موجود في غابة بها أشجار محترقة. وفي المكالمات اللاحقة، بدأ صوته يتلاشى، وبدا أكثر ارتباكًا. وبعد حوالي الساعتين توقف عن الرد وتبين بعد ذلك أنه فارق الحياة.
- اتصل وزير النقل السيد بازرباش بمركز مراقبة الطيران الوطني للحصول على إحداثيات المروحية، لكن الفنيين هناك لم يتمكنوا من تقديم سوى تقدير لمنطقة التحطم، وبسبب بعد الموقع، لم يتمكنوا ايضاً من تتبع إشارات الهواتف وتحديد الموقع بدقة.
- تم طلب فرق البحث والإنقاذ الطارئة ولكن وصولهم قدر بأنه سيستغرق ساعات بسبب حالة الطقس والطرق الوعرة الضيقة الملتفة حول الجبال.
- بدأ الذعر ينتاب المسؤولون عندما أدركوا أن طائرة رئيسي قد تحطمت بعنف وأن كل من على متنها إما أصيبوا بجراح خطيرة أو فارقوا الحياة.
- لذلك بذل المتواجد من مسؤولي مؤسسة الرئاسة جهدا ضخمًا في بداية الأمر ولم ينتظروا طواقم الطوارئ بل انطلقوا في سيارات مع أشخاص من منجم النحاس. ولكن وسط الضباب والرياح والأمطار، قال إنهم اضطروا إلى ترك سياراتهم والسير إلى القرى المجاورة، على أمل أن يتمكن السكان المحليون من مساعدتهم في العثور على موقع التحطم. وقال إن الجهود باءت بالفشل، وعادوا إلى المنجم دون جدوى.
- بعد ذلك وصل الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري إلى منجم النحاس، وتولى قيادة العملية هناك، واستقر في غرفة الاجتماعات حيث عرضت شاشة كبيرة خريطة ثلاثية الأبعاد لمنطقة التحطم.
- ذكر شهود العيان أن الحالة في المبنى الإداري بمنجم النحاس الذي تحول لغرفة عمليات بأنها كانت فوضوية؛ قال المصور السيد حقيقي: “كان الجميع على حافة الهاوية”. “كانت مجموعات البحث تخرج على دفعات وتعود قائلة إنه من المستحيل رؤية أي شيء. داخل مركز التحكم، كان الناس يصرخون، ويركضون من غرفة إلى أخرى وفي حاجة ماسة للحصول على معلومات يقينية عن موقع طائرة الرئيس”.
- وذكر بيان للقوات المسلحة الإيرانية أن إيران كانت بحاجة إلى طائراتها بدون طيار المتقدمة لتحديد موقع التحطم، لكن تم نشرها في البحر الأحمر. لذلك اضطرت البلاد إلى اللجوء إلى تركيا لتطلب منها طائرة بدون طيار متقدمة لتحديد موقع الطائرة المفقودة.
- استطاعت الطائرة التركية بدون طيار المتطورة من نوع أكنجي بعد وصولها إلى منطقة البحث من رصد بقعة حرارية واضحة تأكد أنها موقع الطائرة المفقودة.
- ومع أول ضوء يوم الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ تحركت فرق الإنقاذ للمكان المحدد، واستغرق الأمر حوالي ساعة ونصف لتسلق جبل وعر شديد الانحدار ثم النزول في الوادي عبر غابة موحلة. أول من وصل إلى حطام الطائرة كان قائدو الدراجات النارية المتطوعون كما أوضح فيديو توثيقي بذلك، يظهر فيه الحطام والجثث المتفحمة والأمتعة المتناثرة على أرض الموقع.
- تم تحديد جثتي الرئيس الإيراني ووزير الخارجية بالقرب من حطام الطائرة، وتم التعرف على السيد رئيسي من خلال خاتمه، والسيد أمير عبد اللهيان من خلال ساعته.
تقدير أسباب الحادث:
بعيدا عن الإجابات النمطية في مثل هذه التقديرات، ومن أجل استخلاص منطقي محايد لأسباب حادث الطائرة يجب التوقف عند أكثر من نقطة:
- الخبرة العالية لطاقم طائرة الرئيس الواضحة من رتب الطيارين وأقدميتهم في سرب طيران هذا الطراز -إذا لم يكونوا الأقدم على الإطلاق-، هذه الخبرة منفردة أو مجتمعة تستبعد مؤشر وقوع خطأ بشري مثل أن تدخل الطائرة في وضع حرج نتيجة خطأ في التحكم والسيطرة على الطائرة خلال إختراق طبقة السحاب، خاصة أن وضع الطائرة كان مستقراً تماما في منتصف طائرات التشكيل، بل إن قائد الطائرة المنكوبة هو من أعطى آخر التعليمات لبقية التشكيل -وهي تعليمات طيران صحيحة- وذلك بكسب الارتفاع خلال إختراق طبقة السحاب ثم بعد ذلك بثلاثين ثانية اختفت الطائرة دون أي بلاغ أو اتصال من طاقم طائرة الرئيس.
- سقوط الطائرة المفاجئ يحتمل إحدى ثلاثة أسباب:
- عطب مفاجئ أصاب الطائرة، وهو أياً كان نوعه سيتسبب في فقدان الطائرة للارتفاع تدريجيًًا وليس بهذا الشكل المفاجيء الأشبه بالسقوط الحر، وسيسمح هذا الأمر بوقت يستطيع الطيارون خلاله التعامل مع العطب أو الإبلاغ أو الإستغاثة وهو ما لم يحدث إطلاقاً. وهذه النقطة فارقة للغاية في تصور ما حدث وما سيسفر عنه المستقبل من أسرار لم تُكشف في الحاضر عن أسباب الحادث.
- انفجار من الداخل أفقد الطائرة جسمها المنتظم وجعل معدل فقدها للارتفاع خلال سقوطها كبيرًا جدًا، ولذلك لم يتمكن الطيارون من الإبلاغ عن الموقف الطارئ الذي حدث للطائرة.
- إصابة من الخارج عن طريق صاروخ جو/جو أو صاروخ موجه بأشعة ليزرية من الممكن أن يطلق ويتم توجيهه من ارتفاعات عُليا، وذلك أيضًا سيفقد الطائرة جسمها المنتظم وتفقد الارتفاع بمعدل كبير ويخرج أنظمتها والاتصالات اللاسلكية عن العمل، وذلك أيضا يقدم تفسيرًا محتملًا لماذا لم يتمكن الطيارون من الإبلاغ أو الإستغاثة.
الأسئلة الواجبة:
في حالة السقوط الحر لأي جسم يمكن حساب الزمن الذي يستغرقه السقوط، وفي حالة الطائرة المنكوبة لحظة الأمر باكتساب الارتفاع -بدراسة طبوغرافيا المكان وقواعد الطيران- لا يمكن أن يقل ارتفاع الطائرة عن أقرب قمة 300 متر -هذا أقل افتراض للارتفاع المحتمل فوق أعلى عائق-، وبافتراض انهيار قدرة الطائرة على الطيران في لحظة قرار قائد التشكيل باكتساب الارتفاع يكون ارتفاع الطائرة لحظة بداية السقوط 300 متر.
هذا الارتفاع يستغرق من سبع إلى ثمان ثوانٍ للارتطام -طبقا لمعادلات الحركة في السقوط الحر-، ومن القواعد المستقرة في الطيران إرسال رسائل الاستغاثة فور حدوث الأزمة. إن خبرة قائد الطائرة المنكوبة تقلل كثيرا من فكرة السقوط الحر، بل وترجح إطالة زمن السقوط، وكذلك من الصعب أن يتغافل طيار بهذه الخبرة عن إرسال رسائل استغاثة خلال هذه الثوانِ الثمان، وهو رقم ليس بالقليل في مجال الطيران عمومًا.
إذًا السؤال الأول: ما هو تفسير عدم ورود أي رسائل استغاثة في هذه الثوانِ الثمانِ على الأقل:
التفسير المنطقي أن طاقم الطائرة بأكمله لم يعد قادرًا تمامًًا على التعامل مع الموقف الطارئ.
السؤال الثاني: ما هو سبب استخدام طائرة عمرها في الخدمة يقارب الخمسين عامًا من أجل تحركات الرئيس؟ وما هو الداعي لاستخدام طائرة عمودية أصلًا وهي ليست عالية التأمين بحكم طبيعتها في تحركات الرئيس؟. السؤال بشكل آخر: ألا يوجد مطار أو مدرج طائرات في مكان زيارة الرئيس يمكن استخدامه لهبوط طائرة نفاثة ومؤمنة بشكل أفضل.
السؤال الثالث: -وهذا مما تم الإشارة إليه كثيرًا في مناقشة الحادث- هل حالة الجو عموماً والمنطقة السحابية التي حاول التشكيل الصعود فوقها عطلت الاتصالات بين الطائرات الثلاث مما منع قائد طائرة الرئيس من التواصل مع الطائرتين الأخريتين؟ الإجابة لا؛ فطبقة السحب أو الضباب الكثيف وسرعة الرياح ليس لهم أي تأثير على توقف أجهزة الاتصال.
الأسئلة الثلاث تقلل من احتمال حدوث عطل مفاجئ في الطائرة أفقدها الارتفاع لعدم وجود أي رسائل استغاثة أو تواصل من طاقم الطائرة مع باقي التشكيل. ويزيد من احتمال تعرض الطائرة لحدث ما أفقد طاقم الطائرة القدرة على التحدث مع باقي الطائرات. وهذا لا يحدث إلا بإصابة مفاجئة للطائرة أنهى قدرتها أو قدرة الطاقم علي التواصل، سواء بانهيار أجهزة الاتصال أو بإصابات بالغة للطاقم.
في هذا التحليل السابق قدمنا سيناريوهات متوقعة لما حدث مبنية على وقائع حدثت بالفعل وخبرة تحليلية علمية في هذا المجال والذي خلاصته:
- تعرضت الطائرة لمؤثر كبير لم يتم التوصل إليه أو لم يتم الإعلان عنه بعد، تسبب في هذا الفقد الكبير والمفاجيء في الإرتفاع وأفقد الطيارين القدرة على الاستغاثة أو الإبلاغ، هذا المؤثر يمكن أن يكون من داخل الطائرة أو من خارجها.
الحادث والوضع الداخلي في إيران:
أي نظام سياسي يتعرض لمحاولات اختراق عنيفة من المجتمع الدولي وله دوافع أيديولوجية ويوسع جبهات الصراع -كما هو الحال مع النظام الإيراني- تتشكل بداخله أجنحة وتكتلات قد تمتلك من السلطة والقوة ما يمكنها من الترتيب لفعل شديد التأثير كما هو الحال هنا. إن هذا الفرض النظري لا توجد معلومات تشير إليه حاليًا، إلا أن التحليل السابق يعطي بعض القوة لهذا الاحتمال.
ونشير هنا فقط إلى ما كان يتردد بقوة داخل إيران عن الرئيس إبراهيم رئيسي من احتمالية خلافته للمرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي والصراع المكتوم حول هذا المنصب مع ابن المرشد نفسه وآخرين.
- الكيان الصهيوني له تاريخ طويل في الاغتيالات، وما فعلته إيران بقصف الأراضي المحتلة بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة وكذلك دعمها المعلن لحركة المقاومة الفلسطينية حماس التي أذلت الكيان الصهيوني في السابع من أكتوبر ورعاية إيران لحزب الله اللبناني وتاريخ الصهاينة في الانتقام يزيد من احتمالات تعرض الطائرة لضربة دقيقة قصفت الطائرة بمن فيها وأفقدت الجميع القدرة على التفاعل.
- إيران دائما ما كانت تطبق استراتيجية التصادم المحسوب طويل المدى وبلا انفعالات لحظية، وبغير تحديد للزمان والمكان، اعتماداً على قدرات الأذرع الإقليمية كتطبيق لنظرية الحروب الغير متماثلة، وهو ما يبرر مبدئيًا تعتيم إيران نفسها على حادث طائرة الرئيس وعدم ظهور نتائج تحليلية منطقية بعد الحادث.
- ربما ستُكشف حقيقة حادث طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ومرافقيه في الشهور أو السنوات القادمة، لكن من المؤكد ورجوعًا لما سبق ذكره في هذا التقرير-بتحليل تخصصي- عن سيناريوهات الحادث المحتملة أن الصورة الحقيقية الكاملة لهذا الحادث لم تكتمل بعد وأن كثيراً من الخيوط والحقائق لا تزال مخفية.
تقرير خاص لمؤسسة مرسي للديمقراطية