تحل اليوم الذكرى العاشرة لمذبحتي فض ميداني رابعة والنهضة، تلك الجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية على مرأى ومسمع من العالم، بحق مواطنين عزل، لم تكن لهم تهمة سوى أنهم أرادوا الحفاظ على الديمقراطية، ورفضوا الانقلاب العسكري على أول تجربة ديمقراطية في تاريخ مصر، وما انبثق عنها من مؤسسات منتخبة، على رأسها الرئيس الشهيد محمد مرسي -رحمه الله-.
مثلت هذه الجريمة النكراء لحظة فارقة في مسيرة الثورة المصرية، وأحدثت شرخًا مجتمعيًا عميقًا آنذاك، لكن مؤسسة مرسي للديمقراطية ترى -وفق تقارير- أن الشعب المصري تمكن من تجاوز هذا الشرخ، وبات اليوم أكثر وحدة ووعيًا وإدراكًا لما يحاك ضده من مؤامرات تستهدف استقلاله وكرامته.
كما أن المؤسسة ترصد وفاقًا وطنيًا على حقيقة أن الانقلاب على الديمقراطية وإرادة الشعب كان هو الطريق لحقبة سوداء، استبيحت فيها كرامة الوطن والمواطن، وتدهورت على إثرها أوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية. آملين أن يهيء الله الأسباب لينقذ البلاد من الشقاق والاستبداد، ويجنب مصر لعنة الدماء، ويحفظها وشعبها ومؤسساتها من كل مكروه وسوء.
وفي هذا السياق، تستحضر مؤسسة مرسي للديمقراطية روح الرئيس الشهيد محمد مرسي، وتترحم عليه وعلى أرواح كل من ضحى بروحه من أبناء الشعب المصري، في سبيل الحرية والكرامة والتمسك بالمسار الديمقراطي، والحفاظ على دولة المواطن.
ونحن إذ ذاك تؤكد مؤسسة مرسي أننا لسنا بصدد بكائية، لكننا نستلهم من هذه الذكرى ثباتًا وعزًا وكرامة، ونستذكر كيف حاول الرئيس الشهيد جاهدًا الحفاظ على أرواح جميع المصريين، في الوقت الذي لم يرعوِ فيه قادة الانقلاب عن قتل آلاف المصريين الأبرياء في ساعات معدودة.
وتود مؤسسة مرسي للديمقراطية وأسرة الرئيس مرسي -رحمه الله- أن تبعث برسالة إجلال وإكبار تجوب مصر كلها، عنوانها: “المجد لكم. فقد كنتم عند حسن الظن رجالًا لا تقبلون الضيم ولا تنزلون على رأي الفسدة”.
كذلك تبعث المؤسسة برسالة إعزاز وتقدير وكرامة وفخر لكل الأحرار والشهداء والمصابين، وللأبطال الصامدين في سجون الظالمين. ونقول إن كل هذه المظالم ما كان لها أبدًا أن تسقط بالتقادم، وإن غدًا لناظره قريب.
وفي هذه الذكرى تقول المؤسسة: آن الأوان أن يتربع الشهداء على قمة النضال المصري من أجل العدالة والحرية وأن يخلد ذكر تضحياتهم في التاريخ.
آن الأوان أن تعود مصر إلى المسار الديمقراطي، الذي ضحى من أجله شهداء الوطن، وعلى رأسهم الرئيس الشهيد.
آن الأوان أن يتحد الشعب مصري بجميع ملله ونحله، وأطيافه وطبقاته، وأحزابه وجماعاته، لإنقاذ مصر من عشرية كئيبة مظلمة ليعيش الجميع -مسلمين وأقباطًا ومدنيين وعسكريين وإسلاميين وليبراليين وقوميين ويساريين- في وطن المواطن، لا أرض الرعايا.
وفي الختام، نؤكد -كمؤسسة تعنى بالديمقراطية– رفضنا -كما كان رفض الرئيس -رحمه الله-من قبل للعنف والفوضى، وكذا الاستسلام أو الرضوخ لقوى استبدادية حاربت الديمقراطية ودعمت الانقلاب، وعبثت -ولا تزال تحاول- بمقدرات مصرنا الحبيبة.
رحم الله شهداء رابعة والنهضة وجميعَ شهداء مصر. وحفظ الله مصر وشعَبها من كل مكروه وسوء.
مؤسسة مرسي للديمقراطية
لندن- 14 من اغسطس/ آب -2023م