أقرت دولة الاحتلال الصهيوني في (الكنيست) قانونًا يحظر على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) العمل داخل الأراضي المحتلة والقدس الشريف.
وتؤكد مؤسسة مرسي للديمقراطية أن هذا القانون هو استكمال لسلسلة من الإجراءات التي تستهدف الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة بهدف إعاقتها ومنعها من ممارسة دورها وفق الولاية الدولية التي تتمتع بها، وذلك في إطار حالة الإنكار المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، مما يُعدّ جريمة تُضاف لسجل جرائم الاحتلال الصهيوني، وهذه المرة ضد مؤسسات الأمم المتحدة.
وقد تأسست الأونروا عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وعمرها من عمر الكيان المحتل، حيث تأسست لمعالجة آثار الاحتلال وعدوانه على الأراضي الفلسطينية. إن هذا القانون الجائر يمثل اعتداءً على حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومحاولة لطمس معالم جريمة تحويل الشعب الفلسطيني إلى لاجئين وتقويض حقهم في العودة وفقًا للقانون الدولي.
وقد لعبت الأونروا دورًا مهمًا في تقديم الخدمات الإنسانية والتعليمية في الأراضي المحتلة، رغم المحاولات المستمرة لعرقلة عملها والضغوط الرامية إلى وقف تمويلها، خصوصًا بعد “طوفان الأقصى”، مما يعزز الأدلة المتوافرة حول نية الكيان المحتل في التوسع بممارسة الإبادة الجماعية بحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم في الحصول على المساعدات الإنسانية من طعام ودواء ومأوى، وهي من صميم اختصاص الأونروا. كما أن هذا يتعارض مع الأوامر العاجلة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، والتي قضت بضمان وصول المساعدات الإنسانية وتسهيل تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين في قطاع غزة.
وتؤكد مؤسسة مرسي للديمقراطية أن بيانات الإدانة والشجب ونداءات التدخل لم تعد تجدي مع كيان إرهابي مجرم يسعى إلى تنفيذ جرائمه ضد الإنسانية، في ظل تواطؤ غربي أمريكي يفقد المنظومة الدولية شرعيتها ويدفع العالم للتحرك نحو نظام دولي جديد لا يقوم على التمييز العرقي والعنصري، ولا يكيل بمكيالين، ولا يعتمد سلوك الغابة حيث تكون القوة هي اللغة السائدة.
إن العالم في أمس الحاجة إلى موقف دولي قوي يرفض هذه الإجراءات غير المسبوقة في التعامل مع المنظمات الأممية ذات الولاية والاختصاص، ويعمل على وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وقبل كل ذلك، يجب وقف هذا العدوان الذي استمر طوال الـ 13 شهرًا الأخيرة، وإلا فإن طوفانًا عالميًا يقترب من هذا العالم ثائرًا على منظومة الإرهاب الصهيوني، التي تحتضنها دول فاعلة وقوية في العالم.