المصدر: مركز إنسان للإعلام
ولد الرئيس الشهيد محمد مرسي في ريف مصر، حيث ملح الأرض من الناس الطيبين، قبل انقلاب يوليو 1952 بأقل من عام، فواكب ميلاده نهاية الملكية وبداية حكم العسكر، ليكون شاهدا منذ نعومة أظافره على تحولات جذرية عميقة في بنية المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كان خامس الرؤساء بعد يوليو 1952، وأول المدنيين المنتخبين انتخابا حرا مباشرا من شعب مصر في تاريخه كله، وفي هذه النقطة الأخيرة تحديدا اختلف عن السابقين وتميز، كما كانت له ميزة أسبق وأعمق، وهي انتماؤه لمدرسة فكرية أصيلة وذات ثقل وقبول في المجتمع المصري، وهي مدرسة الدعوة الإسلامية، في أكناف جماعة الإخوان المسلمين.
وغدا الجمعة تحل الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس محمد مرسي داخل قفص محكمة الانقلاب، بعد أن تم تسميم طعامه ومنع الدواء عنه لإنهاء حياته عمدا، وطي صفحة من تاريخ مصر دفنت معه أسرارها، لكن لن ينسى المصريون والعالم ما قدمه الرئيس لمصر وما ضحى به من أجل حرية شعبها وكرامته.
في هذا الملف نقدم عرضا مختصرا عن حياة الرئيس، ومواقفه الأخلاقية والمهنية والسياسية، وظروف اعتلائه منصة حكم مصر، وما قدمه من إنجازات، وما أحاط به من إخفاقات مصطنعة، ثم الانقلاب عليه وإخفائه إلى أن لقي الله شهيدا.
ونرصد أيضا ردود الفعل المحلية والدولية على استشهاده، وما تعطيه من مؤشرات على مواقف العالم الحديث من الثورات العربية والديمقراطيات الناشئة في المنطقة.
إنه ملف أقرب للوثيقة منه الى المضمون التحليلي، حيث قصدنا به إفادة الإعلاميين والباحثين فيما يتعلق بسيرة الرئيس الشهيد ومواقفه ورؤيته للحالة المصرية، وتضحياته من أجل نهوض مصر وتقدمها، عسى أن يجد كل منصف ما يتوق اليه من معرفة الحقائق عن الرئيس مرسي كما جرت في الواقع، لا كما صورها الإعلام المنحرف التابع لمنظومة الانقلاب.
مشوار البداية
ولد الرئيس الشهيد، واسمه الكامل محمد محمد مرسي عيسى العياط في قرية العدوة مركز ههيا محافظة الشرقية يوم الأربعاء 8 أغسطس عام 1951م، لأب فلاح وأم ربة منزل وهو الابن الأكبر لهما.
تعلم في مدارس محافظة الشرقية، ثم انتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية، حصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة 1975 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات من جامعة القاهرة 1978، كما حصل على منحة دراسية من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة لتفوقه الدراسي، انتهت بحصوله على الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1982.
خدم بالجيش المصري (1975 – 1976) مجندا بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة، تزوج مرسي من السيدة نجلاء محمود في 30 نوفمبر 1978 ورزق منها بخمسة من الأولاد هم: أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله. وله ثلاثة أحفاد من نجلته شيماء.
الحياة المهنية
عمل معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرسا مساعدا بجامعة جنوب كاليفورنيا، بين عامي 1982 – 1985، وأستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بجامعة الزقازيق من 1985 وحتى 2010، وانتخب عضوًا بنادي هيئة التدريس بجامعة الزقازيق. كما قام بالتدريس في جامعة القاهرة وجامعة الفاتح في طرابلس في ليبيا، وله عشرات الأبحاث في ”معالجة أسطح المعادن“.
أيضا عمل مع الحكومة الأمريكية وشركة ناسا للفضاء الخارجي وذلك لخبرته في التعدين والفلزات وقام بعمل تجارب لنوع من المعادن يتحمل السخونة الشديدة الناتجة عن السرعة العالية للصواريخ العابرة للفضاء الكوني.
العمل السياسي
انتمى الرئيس الشهيد للإخوان المسلمين فكرًا عام 1977م، وتنظيما أواخر عام 1979م، وعمل عضوًا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992.
ترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995 وعاد للترشح في انتخابات 2000 وفاز فيها، وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان. وفي انتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات، بفارق كبير عن أقرب منافسيه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه.
وقد اختير د. مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.
شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004؛ كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا 2011، وانتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة.
وفي 7 إبريل 2012 دفع حزب الحرية والعدالة بالدكتور مرسي كمرشح احتياطيًّ للمهندس خيرت الشاطر، خوفًا من احتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر. وبالفعل قررت لجنة الانتخابات الرئاسية استبعاد الشاطر وتسعة مرشحين آخرين في 17 أبريل، ومن ثم أصبح محمد مرسي هو المرشح الرسمي لحزب الحرية والعدالة، وقبلت اللجنة أوراقه، ثم خاض الانتخابات وفاز بالجولة الثانية منها بمنصب رئيس الجمهورية، بنسبة 51٫7% بينما حصل منافسه أحمد شفيق على 48٫3%، وبعد ساعات من إعلان فوزه في 24 يونيو 2012، أُعلن الرئيس مرسي استقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة ومن عضوية مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين.
وفي 30 يونيو 2012، تولى رسميا منصب رئيس جمهورية مصر العربية، بعد أداء اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا، ومن لحظتها بدأ المشوار الصعب، آملا في إصلاح الدولة بكافة مؤسساتها، لكن الدولة العميقة كانت له بالمرصاد، فلم يمض عاما في حكم مصر، حتى انقلب عليه وزير دفاعه عبدالفتاح السيسي، بدعم من قوى داخلية وخارجية، وكلف الجيش رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور بالإشراف على تسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، وكل ذلك بحجة الاستجابة للاحتجاجات الشعبية في 30 يونيو 2013.
تعرضه للتضييق
دفع الرئيس الشهيد محمد مرسي ثمنا باهظا لمشاركته السياسية وعمله العام، حيث بدأت رحلة التضييق عليه تعرض منذ انتخابات 2000، وتعرض للاعتقال عدة مرات، أولها صباح يوم 18 مايو 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية وهما المستشاران محمود مكي وهشام البسطاويسي، بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين وقد أفرج عنه يوم 10 ديسمبر 2006.
كما اعتقل مع 34 من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات، نقلوا الى سجن وادي النطرون صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 أثناء ثورة 25 يناير، لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب وقام الأهالي بتحريرهم يوم 30 يناير بعد انهيار قوات الأمن وفتها أبواب السجون عمدا، لكن مرسي رفض ترك زنزانته واتصل بعدة وسائل إعلام يطالب الجهات القضائية بالانتقال لمقرِّ السجن والتحقق من موقفهم القانوني وأسباب اعتقالهم، قبل أن يغادر السجن؛ لعدم وصول أي جهة قضائية إليهم.
وأثناء الثورة، تعرض ثلاثة من أبنائه لحوادث مدبرة، ففي يوم الأربعاء 2 فبراير 2011، حاصر 300 من البلطجية ابنه «عبد الله» وكان معه 70 داخل مسجد، وطلبوا فدية، فدبر شقيقه «أسامة» الفدية، وسار مشيًا ومعه الفدية لعدم توفر مواصلات آنذاك، فأمسك به رجال الأمن، واعتقلوه، وربطوه في شجرة داخل معسكر أمن بالزقازيق لمدة 35 ساعة، وضربوه وكسروا عظامه وقطعوا ملابسه، وسرقوا الفدية وماله وبطاقة هويته.
في اليوم ذاته كان شقيقه عمر مشاركًا في مظاهرة، فطارده بلطجية ورجال أمن في الشارع، ووقع، فانهالوا عليه ضربًا بالهراوة، وخُيّطت له غُرز في رأسه، وجلس في البيت مدة أسبوعين.
أما بعد الرئاسة فبدأت المضايقات من كل حدب وصوب، رافقتها حملة إعلامية شرسة لتشويه صورته ومنجزاته، وافتعال مظاهرات وأحداث لاستهداف أنصاره كانت تصل الى حد القتل العمد، مع إحراق مقرات حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين في بعض المحافظات، الى أن ظهرت حركة “تمرد” في نهاية أبريل 2013 بدعوى سحب الثقة من مرسي، والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، بدفع من المجلس العسكري والقوى والأحزاب العلمانية، وبدعم مالي سخي من دولة الإمارات وتشجيع من المملكة العربية السعودية، ثم قامت الحركة بالدعوة إلى مظاهرات 30 يونيو 2013 مستندة إلى توقيعات مزعومة قالت إنها جمعتها من (22) مليون مصري.
وفي ضوء ذلك دخلت خطة الانقلاب العسكري مرحلة التنفيذ، بإعلان بيان القوات المسلحة في 1 يوليو 2013، الذي أعطى مهلة (48) ساعة لتلبية مطالب الشعب في مظاهرات 30 يونيو، وإلا ستتدخل وتعلن عن “خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها”.
ما قبل السياسة
اقترن التفوق العلمي للرئيس الشهيد في مراحل التعليم المختلفة بالتفوق الأخلاقي، حيث كان بارا بوالديه الى أقصى درجة، ومن شدة تعلقه بوالده طلب من أبنائه في وصيته الأخيرة وهو في السجن، أن يدفن بجوار والده في مسقط رأسه بالشرقية، إلا أن سلطة الانقلاب العسكري حالت دون ذلك.
عقب وفاته كشف محبوه والكثير ممن عايشوه العديد من المواقف التي تدل على نبل صفاته وعلو همته وأخلاقه .
الأكاديمي السعودي سعيد ناصر الغامدي كشف على حسابه في تويتر موقفا فريدا عن أحد جيران “مرسي” في الولايات المتحدة، حيث كتب قائلا:”يخبر رجل نجدي عن محمد مرسي رحمه الله، وكان جارا له في أمريكا، قال: كانت عادته أن يأتي هو وزوجته إلى المسجد قبل أذان الفجر، فيقومان بتنظيف المسجد ومرافقه، والتعبد حتى الفجر”.
كما كتب أحد رواد تويتر قائلا: “أحد أقربائي أخبرني إنه كان شغال في مسجد من زمان في رمضان، ولما جاء وقت الفطار كان مرسي من اللي بيلفوا يوزعوا الأكل، فالناس بيقولوا له اقعد يا دكتور واحنا نوزع، فقال: عايزين تحرموني من الثواب”.
الإعلامية خديجة بن قنة نشرت على حسابها صورة نادرة أيضا للرئيس الشهيدمحمد مرسي، وهو يؤم فريق الإعداد داخل مكتب الجزيرة، حينما حان وقت الصلاة.
بينما كتب الإعلامي محمد جمال هلال على حسابه في تويتر : ” في مثل هذا اليوم الذي توفي فيه الرئيس محمد مرسي، قتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفيه رحل الشيخ الشعراوي، وفيه أعدم سليمان الحلبي، وفيه اقترح القنصل الفرنسي احتلال مصر”.
فيما كتب حساب قلم حر:” أقسم بالله أن الرئيس مرسي يوم الانقلاب قال أنه اختار أن يكون عثمان بن عفان ولا يختار الفتنة والقتال.. فاستشهد في يوم استشهاد أمير المؤمنين عثمان.. في مثل هذا اليوم 17 يونيو656 م توفي الخليفة الراشد عثمان بن عفان، (ذرية بعضها من بعض)، هل هذه صدفة؟”.
كما شهد له أحد زملاؤه بكلية الهندسة جامعة الزقازيق بأنه “كان وقافا عند الحق، لا يخشى في الله لومة لائم”.. يذكر الدكتور عماد الوكيل، استشاري وأستاذ هندسة إدارة مشروعات التشييد، بجامعة “بردو” الأمريكية، نقلا عن شهود من زملاء د. مرسي، أن الدكتور طلبة عويضة مؤسس ورئيس جامعة الزقازيق الأسبق، وكان أيضا رئيسا للجنة التعليم في مجلس الشعب، اتصل بالدكتور طلعت عويس، وكان عميد كلية الهندسة آنذاك، ليسأل و يوصي على طالبة قريبته فكان رد الدكتور طلعت “معلش يا دكتور طلبة.. فيه دكتور ماسك الكنترول و مصمم إنها تسقط، لأن معندوش حاجة اسمها واسطة!”
يقول د. الوكيل: “لك ان تتخيل طلبة عويضة الذي كان يفتخر بأن يطلق على الجامعة “عزبة طلبة عويضة” يتقاله كده..!هاج و ماج و قال له اديني الدكتور ده .. وقتها كان الدكتور ده لسه راجع من أمريكا (1985) وعنده أمل الدنيا تتصلح.. طبعا الدكتور رفض الرد على الدكتور طلبة عويضة في التليفون..!!
توعد الدكتور طلبة وقتها الدكتور طلعت عويس رحمة الله عليه بأنها “هتنجح غصب عنه وعن الدكتور اللي ماسك الكنترول”.!..الدكتور اللي ماسك الكنترول طلع النتيجة و قبل إرسالها للعميد ذهب الى قسم الشرطة و أثبت في محضر رسمي عدد الناجحين و الراسبين حتى لا يتم تغييره و كانت سابقة من نوعها سمعتها بنفسي من اتنين من شهود الواقعة”..!!
يتابع د.الوكيل: “الدكتور اللي ماسك الكنترول ده بعد حوالي 30 سنة بقى رئيس جمهورية و كان عنده حلم يغير البلد ….!!رحم الله الدكتور محمد مرسي وغفر له وتقبله في الشهداء”
برلماني فذ
كان الدكتور مرسي – رحمه الله- من أنشط أعضاء مجلس الشعب، وهو صاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.
(شاهد استجواب النائب “محمد مرسي” لوزير النقل في حادثة قطار الصعيد 2002- للمشاهدة اضغط هنا – الرابط البديل http://cutt.us/MRKAJ)
كما كانت له مداخلات في غاية القوة ضد الحكومة والوزراء في وقت لم يكن يسمح فيه لممثلي الحزب الحاكم أو المعارضة بتجاوز الخطوط الحمراء.
(شاهد استجواب النائب محمد مرسي لرئيس الوزراء ووزير الإسكان ووزير التنمية المحلية عن عمارة مدينة نصر المنكوبة – للمشاهدة اضغط هنا – الرابط البديل https://www.youtube.com/watch?v=JXh7JJBsUxA)
(شاهد رد النائب محمد مرسي على وزير الإسكان محمد إبراهيم سليمان عندما حاول الأخير من التقليل من شأن كلامه- للمشاهدة اضغط هنا الرابط البديل https://www.youtube.com/watch?v=we4FCjaeOCI )
نصير فلسطين
قضى الرئيس الشهيد حياته مدافعا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس، كما تصدي لعدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة عام 2012 بكل قوة، حيث قال مرسي حين وقع العدوان الصهيوني على غزة (2012) في كلمة له: «لن نترك غزة وحدها، إن مصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس، ونقول للمعتدي إن هذه الدماء ستكون لعنة عليكم وستكون محركا لكل شعوب المنطقة ضدكم، أوقفوا هذه المهزلة فورا وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة». (شاهد الفيديو)
واتخذ الرئيس الشهيد موقفا عمليا لإظهار التضامن المصري مع الفلسطينيين في قطاع غزة حينما أرسل رئيس الوزراء السابق هشام قنديل على رأس وفد مصري رسمي وشعبي لتقديم كل العون الممكن لأهالي القطاع، وهو الموقف الذي حفز دولا كثيرة، عربية وإسلامية، على أن تحذو حذو مصر، فتواصل وصول الوفود الرسمية والشعبية إلى غزة لإظهار الدعم والتأييد. وأمر الرئيس مرسي بفتح المعابر بين مصر وغزة بشكل دائم لاستقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية ومعاملتهم كالمصريين.
ولم تكتف مصر بذلك بل قادت حراكا دبلوماسيا وسياسيا نجح في النهاية في وقف العدوان على غزة بعد أيام من اندلاعه وفق معاهدة للهدنة برعاية مصرية، وهو ما أكد استعادة مصر لدورها المحوري في المنطقة. وحتى بعد عزله واعتقاله، هتف من خلف قضبان قفص المحكمة “لبيك يا غزة.. لبيك يا غزة”، وذلك خلال العدوان الإسرئيلي على غزة قبل بدء جلسة محاكمته وعدد من قيادات الإخوان في هزلية “اقتحام السجون والهروب من سجن وادى النطرون”.
وليس من المفارقات أن تكون أول صلاة للغائب على روح الرئيس الشهيد محمد مرسي في في المسجد الأقصى، بعد صلاة العشاء في نفس يوم استشهاده.
إنكار الذات
تحت عنوان ” محمد مرسي.. الإنسان النادر في تاريخ السياسة”، كتب الدكتور محمد الجوادي مقالا على موقعه بشبكة الإنترنت، الجمعة 21 يونيو 2019م، قال فيه:”كان محمد مرسي واحدا من أبناء الريف المصري النوابغ الذين يحرص ذووهم بما توارثوه من قيم حضارية وإيمانية على إتاحة أقصى ما يمكن لهم من تعليم، وهو تعليم صعب وعر بحكم بقايا سطوة الاستعمار البريطاني القاسية على التعليم الوطني؛ ومع هذا فقد كانت هذه البقايا من مستوى جيد كفيل بالحفاظ على الهوية وباحترام الذاتية والوطنية والشخصية؛ وقد التزم له أهله شأنهم في هذا شأن كل أبناء الأرض المصرية الأوفياء لدينهم وثقافتهم القومية بكل ما يحفظ له شخصية سوية في مستقبل لا يعرفونه لكنهم يؤهلون أبناءهم له؛ وهكذا درس هذا الفتى الواعد في الكتّاب بالموازاة لدراسته في التعليم المدني؛ ومارس ما هو متاح من الرياضة البدنية والكشفية في حدود ما تقدر عليه موازنات أقرب إلى العدم منها إلى العوز.
اكتسب من هذه الممارسات كلها أقصى درجات الجدية العملية مع أقصى درجات الالتزام الخلقي؛ وانصهر طموحه الشخصي تماما وللأبد في الطموح الوطني، وتجلى هذا في أحلك لحظات المحنة التي مر بها الوطن في ١٩٦٧ وما بعدها حتى إنه كان لا يزال ذائبا تماما حين نال الشهادة الثانوية العامة بعد الهزيمة الساحقة بترتيب متفوق جدا في مدينة الزقازيق عاصمة إقليمه، وهكذا فإنه اختار أن يكون مهندسا ليكون حسب المعتقد الشعبي في ذلك العهد “طوبة” تعلى من الوطن الذي لابد له أن يقاوم عدوا شرسا.
هكذا آثر محمد مرسي هذا الطريق على الطريق الآخر الأكثر جاذبية، وهو طريق الطب الذي كان كفيلا له بالإيحاء الواثق بتحقيق ذاته وفرديته على نحو أسرع ضمانا وأكثر أمانا؛ ومن العجيب أن كل اختيارات محمد مرسي بعد ذلك كانت تكرارا وصدى لهذا الاختيار الصعب المبكر بين أن يكون جزءا من نسيج عام، وبين أن يحرص على إثبات ذاته وتفرده، وأن يسعى في هذا السبيل مع كل خطوة.
وحين كان على محمد مرسي أن يختار أولى خطواته في هذا الطريق المهني والوطني فإنه رحب بأن ينتمي للحياة الجامعية المدنية على الرغم من جاذبية الارتباط بالمؤسسة العسكرية الذي كان متاحا له مرة بعد أخرى؛ بل إنه وهو المعيد المتفوق آثر بكل يقين أن يكون جنديا مجندا في أي سلاح على أن يكون ضابط احتياط في سلاح المهندسين، وقد كان من حسن حظ الوطن أنه قضى فترة تجنيده في سلاح الدفاع الجوي؛ وهكذا.. وهكذا حين اختار شعبته ثم تخصصه ثم رسالته ثم بحوثه.
ثم إن الحياة واجهته مرة بعد أخرى بسؤال الهوية والبحث عن الذات في زمن متغير، ومن العجيب أن هذا الشاب المفعم بالطموح والعنفوان والقدرة، كان في إجابته على كل سؤال من أسئلة التخيير ينحاز بعنف أصيل إلى الذوبان في الجماعة، من دون أن يفكر فيما تستطيعه ذاته تحقيقه لنفسها من تفوق مرموق، وتألق متاح عن قرب؛ ومن الإنصاف أن نلاحظ أن هذه الشهادة في حق محمد مرسي ووطنيته الفائقة وإيمانه بشعبه وأهله تأتي على لسان شخصية ذات تكوين مختلف تماما وفقها الله لأن تحفر لنفسها مواقع قصوى في كل خطوة من خطوات مهنيتها وهواياتها على حد سواء؛ والحق أن مثل هذا الاختيار لم يكن سهلا على محمد مرسي ولا بعيدا عنه، لكن محمد مرسي كان مؤهلا له لأنه كان من عباد الله الصالحين الذين وصفتهم آيات القرآن الكريم في سورة الفرقان بدءا من وصف الحق جل جلاله لهم بأنهم من “الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما..”
وبعد أن أتم محمد مرسي دراساته العليا في جامعة أمريكية مرموقة عاد إلى وطن لم يكن احتياجه له بقدر احتياج مجتمع العلم الأمريكي له، ولم يكن التقدير المتوقع له في هذا الوطن ليفوق ما كان متاحا له في البيئة العلمية الأمريكية بكل تأكيد، لكن محمد مرسي ظن عن حق أن بلاده تنهض، وأن إقليمه ينهض، وأن قريته نفسها تنهض، وأنه لا يحق له أن يخون تلك النهضة؛ التي كانت ملامحها بارزة بوضوح في بداية الثمانينيات، وقد ظل هذا هو منطقه نفسه حين قرر وهو في أعلى هرم السلطة أن ينحاز للشعب لا للسلطة، وللشرعية لا للميكافيلية، وللسلمية لا للصراع؛ وكان هذا هو منطقه وهو يواجه بمفرده حلقات التآمر القاسي من الدهاقنة والعملاء والمغيبين مستندا فقط إلى إيمانه ومحافظا على ركوعه لله وحده وسجوده لله وحده في عصر غابت فيه الروحانية حتى عن الحياة الروحية، وغامت فيه الرؤية حتى في سحابة النهار، وذلك بسبب كثافة الضلالات التي صنعتها القوى القادرة القاهرة، لكن محمد مرسي بقي رغم القسوة البالغة طالبا للشهادة حتى نالها شهيدا وشاهدا على ما لم يستطع غيره أن يبلوره من الإيمان على مدى ما يقرب من قرن كامل من الزمان منذ الحرب العالمية الأولى.
الإجهاز المعنوي على الرئيس
تحت عنوان “مسار الإجهاز المعنوي على أول رئيس ديمقراطي في مصر”، نشر الكاتب الفلسطيني المقيم في فيينا، حسام شاكر، مقالا يوم الاثنين 8 يوليو 2019، على “الجزيرة مباشر”، مستعرضا ما وضع في طريق الدكتور محمد مرسي من عقبات مقصودة منذ لحظة إعلان اسمه كمرشخ للإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012م.
من بين ما قاله الكاتب: “تمّ ابتداءً، التشكيك في أهلية الدكتور محمد مرسي لأن يصعد إلى رئاسة مصر والاستخفاف به. ألصق متحدثو الشاشات به نعوتاً وأوصافاً ذميمة منذ ترشّحه، بإظهاره مجرّد بديل احتياطي”
جاء انتخابه في اقتراع شعبي حرّ مشهود له بالنزاهة، وهي حقيقة تكفي لأن يتداعى أي نظام استبدادي لمحاولة إطفاء رمزيته وعزله وجدانياً عن شعبه؛ وهو ما جرى حتى قبل دخوله قصر الرئاسة ليمارس صلاحياته… فالعسكر أعادوا الإمساك بخيوط المشهد المتشابكة، واستنفرت “الدولة العميقة” قدراتها للإسراع في إلصاق وصمة “الفشل” بالرئيس الديمقراطي الأوّل، وربما الأخير، وبدت حريصة على نحره معنوياً على مرأى من شعبه والعالم”.
موجة تسفيه مقصودة
أضاف حسام شاكر: “فاجأت لحظة فوز محمد مرسي بالرئاسة أبواق العهد القديم التي استعجلت التبشير بفوز أحمد شفيق الذي كان على ما يبدو مرشح العسكر والدولة العميقة وعواصم الثورة المضادة.
صار على حملات الاستهداف المعنوي أن تستهدف رئيس الجمهورية المنتخب، حتى قبل أن يدخل قصره في بواكير صيف 2012، فانطلقت موجة تسفيه محبوكة لتبديد أي انطباع بأهلية الدكتور مرسي بالمنصب أو جدارته به. تم في الأيام والأسابيع الأولى افتعال روايات ومشاهد توحي بغربته عن قصر الرئاسة وجهله بكيفية الجلوس الأمثل على مكتب الرئيس مثلاً.
كان مطلوباً نزع الهيبة عن الرئيس الجديد، وهذا في بلد ارتبط به منصب الرئاسة بطقوس الهيبة، في العهد الملكي ثم في جمهورية الضباط. لكن ما العمل مع رئيس ديمقراطي يُبدي حرصاً واضحاً على الالتحام بشعبه والحضور بين جماهيره؟
لم يَكتفِ محمد مرسي بمراسم التنصيب الرسمية حسب الأنظمة، فقرّر التوجّه إلى الميدان واعتلاء منصّته في مشهد استثنائي من التنصيب الشعبي الذي رسم لوحة جماهيرية فريدة. كانت رسالة مرسي واضحة بأنه من الجماهير وإليها، وأنه رئيس من عهد الثورة، وأنّ رئاسة الجمهورية لن تصرفه عن الوفاء للميدان. أقدم مرسي يومها على خطوة مفاجئة فوق المنصّة الجماهيرية، بأن تقدّم مكشوفاً في مواجهة الشعب متجاوزاً فريق الحماية، ثمّ كشف سترته ليظهر دون واقٍ من الرصاص.
اتّضح بعد هذا الموقف الرمزي أنّ منظومة الإعلام الراقدة على النيل لن تحتفي بمبادرات مرسي الرمزية أو بإشاراته الجريئة هذه، بل مضت إلى استعمَال كل خطوة بصفة عكسية ضدّه بهدف الإمعان في نزع الهيبة عنه واعتبارها قائمة على الافتعال والتصنّع، حتى أنّ بعض المتحدثين مثلاً علّقوا على حدث السترة الجماهيري بالسخرية منها واعتبار أنّ مرسي لم يُفلِح في محاكاة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر!.
تفاقم هذا المنحى من التحامل والازدراء، إلى درجة انتقاد خروج الرئيس إلى صلاة الفجر مع مواطنيه في مساجد القاهرة، وزعم بعض المعلِّقين أنّ ذلك يأتي على حساب التفرّغ لحل مشكلات البلاد المستعصية”.
وأوضح الكاتب أن “ما حرّك هذا التحامل والترصّد خشية واضحة من أن ينجح أول رئيس مدني منتخب في كسب رهان الشعبية، بعد أن اعتاد هذا الشعب وجوهاً مزمنة في الواجهة المُحاطة بطقوس الهيْبة. لأجل هذا تمّ قطع الطريق على فرص تحقيق الأُلفة مع الوجه الجديد الذي يٌفترض أنّه يقود الجمهورية، مع السعي الدؤوب على نزع الهيْبة وتبديد الاحترام عن صاحب الشرعية الانتخابية غير المسبوقة، مع تأويل عكسي لنزوعه الواضح إلى التواضع؛ بإظهاره غير ملائم للمنصب ومتطلّباته، حتى قيل تصريحاً وتلميحاً إنّ مصر تستحق من هو أفضل منه.
ضربت منظومة التشويه بحجاب من حول مرسي، فلم تُتِح للشعب فرصة معايشة رئيسه، إلى درجة التجاهل الإعلامي المطبِق لبساطة حياته اليومية، وإغفال دلالة تنازل زوج الرئيس “أم أحمد” عن حياة القصر وامتياز “السيدة الأولى”، وهي لفتة لم تحظَ بأي تقدير يُذكَر في الأوساط الإعلامية والسياسية”.
خنق رمزية الرئيس
يواصل حسام شاكر: “حرصت الدعاية المضادة لأول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في مصر على التلاعب باسمه، فأحجمت عن استدعاء لقبه العلمي الذي تفرّد به دون ضبّاط تعاقبوا على رئاسة الجمهورية، كي لا يحظى بامتياز الوصف المتوقع: “السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي”.
وبعد عقود أربعة من إبراز الرئيسيْن “محمد” أنور السادات، ثم “محمد” حسني مبارك بصفة مفتعلة مشفوعة بالتبجيل والتكريم الذي يرتبط عند المصريين والعرب باسم النبي الكريم؛ حرصت الجوقة على حجب الاسم الأول الأصيل عند ذكر أوّل رئيس ديمقراطي، فهو عندها “مرسي” فقط. ثمة حيلة أخرى جرت لاحقاً باستدعاء اسم العائلة المطوّل بصفة منافية للّياقة ومتجاوزة للعرف السائد والبروتوكول الرسمي، فصار المتحاملون يسمّون رئيس الجمهورية “محمد مرسي العيّاط”.
تفاقم هذا المنحى طوال السنوات التي زُجّ خلالها بمرسي في محاكمات استعراضية بعد سجنه، فكان القضاة المتغطرسون يحرصون على المناداة على اسمه بطريقة توحي بأنه مواطن غير مُعرّف، حتى أعلن أحدهم يوماً عن حكم بمعاقبة “محمد محمد مرسي عيسى العياط” بالإعدام شنقاً.
الانتقاص من المكانة
تابع الكاتب قائلا: “امتدّ التشكيك بالأهلية إلى الاستغراق في الإسفاف ونسج المزاعم الرخيصة، إلى درجة نشر ادعاءات في صيغة “تسريبات” مزعومة عن “تصرّفات غريبة” تصدر عن رئيس الجمهورية، والإتيان بأقاويل ملفّقة لأطباء نفسيين مزعومين عن سلوك “هذا الرجل” الذي يسكن قصر الرئاسة. وجدت هذه الحكايات الساذجة فرصة واسعة في عناوين هبطت بمستوى بعض الصحف المصرية إلى دركات الاستغفال والحضيض الدعائي.
على مدار سنة كاملة في القصر تمّ استهداف الرئيس مرسي بتقارير ومزاعم دؤوبة، مع تعقّبه في تعبيراته وحركاته وإشاراته وسكناته. فما إن تودّد إلى شعبه بالقول “أهلي وعشيرتي” التي كانت لازمة لخطاباته الأولى، حتى انطلقت حملة ضارية لإساءة تأويل هذا التعبير واعتباره عودة إلى منطق القبيلة والعشيرة. وما إن رفع إصبعه محذِّراً في أحد خطاباته من عنف الشوارع بعد سقوط ضحايا في بورسعيد ضمن تفاعلات قضية “مجزرة الملعب الرياضي”؛ حتى لاحقته النعوت وحاصرته رسوم الكاريكاتير بطرق إيحائية مسيئة. وعندما منحته جامعة باكستانية الدكتوراة الفخرية واعتمر قبّعتها حسب المراسم الأكاديمية التي حتى تعقّبته صور ورسوم ساخرة مشفوعة بتعليقات لاذعة لإظهاره في هيئة غرائبية.
لم تقتصر مساعي التسفيه الدؤوبة على صحف الرصيف، فبرامج الشاشات تجنّدت ضد الرئيس المنتخب بصفة صريحة أو إيحائية وبدا وكأنها ترميه عن قوس واحدة. ظهرت خلال العهد الديمقراطي جوقة من المتحدثين والمتحدثات الذين اختصّوا بمهاجمة مرسي والسخرية منه، علاوة على ممثلين وممثلات ووجوه معروفة سيق بعضهم إلى أداء أدوار موجّهة على هذا النحو.
اشتغلت هذه الوجوه في خدمة التعبئة الشاملة لقطاعات الشعب وأوساطه، فمنها من تحدّث لعموم الناس، ومنها من ظهر مخاطباً الأوساط الشعبية والريفية وقاطني العشوائيات، ومنها مَن خاطب الشرائح المدينية الوسطى فما فوقها، ومنها ما أظهر رصانة في الحديث المسدّد في الاتجاه ذاته، مقابل شخصيات مبتذلة من بينها راقصة كرّست إطلالاتها ضد رئيس الجمهورية و”جماعته”.
على هذا المنوال تضافرت هجمات الانتقاص من المكانة وتقويض الرمزية من منظومة دعائية متكاملة قعدت للرئيس المرسي كلّ مرصَد، مقابل انهماك المنظومة ذاتها في تمجيد المستبدِّين”.
وختم حسام شاكر مقاله بالقول:”تعزّز مسار الإجهاز المعنوي على أول رئيس ديمقراطي منتخب في مصر، وكان مطلوباً عزله وجدانياً عن شعبه والإسراع في إلصاق وصمة “الفشل” به، ونحره معنوياً على مرأى من شعبه والعالم، تمهيداً للانقلاب عليه”.
طالع مقال “مسار الإجهاز المعنوي على أول رئيس ديمقراطي في مصر”، حسام شاكر، http://cutt.us/p8Md6
ما قبل 30 يونيو
في مساء 26 يونيو 2013 وبعد تصاعد الأحداث المفتعلة والضغط في اتجاه تخلي الرئيس مرسي عن السلطة والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وجه الرئيس خطابا مطولا الى الشعب تناول فيه الأحداث الجارية، مستعرضا ما تم من إنجازات خلال عام حكمه، مؤكدا حرصه على تداول السلطة ومستقبل الدولة، مشيدا برجال القوات المسلحة، منتقدا محاولات البعض الرجوع بمصر الى الوراء (شاهد الخطاب كاملا).
وبحسب رواية “الجزيرة” عن “رويترز”، في 6 يونيو 2013، كانت اللحظة الفارقة بالنسبة لقادة الجيش في مصر يوم 26 يونيو 2013، ففي ذلك اليوم التقى كبار القادة بالرئيس محمد مرسي – أول رئيس يصعد لقمة السلطة في انتخابات ديمقراطية في البلاد- وتحدثوا معه بصراحة مؤلمة، وأبلغوه بما ينبغي له قوله في الكلمة التي كان من المقرر أن يوجهها للشعب مع تصاعد الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
وقال ضابط كان حاضرا في الغرفة التي عقد فيها الاجتماع لرويترز “طلبنا منه أن يكون الخطاب قصيرا، وأن يستجيب لمطالب المعارضة بتشكيل حكومة ائتلافية ويعدل الدستور، وأن يحدد إطارا زمنيا لهذين الأمرين، لكنه خرج بخطاب طويل جدا لم يقل فيه شيئا، وعندها عرفنا أنه لا ينوي إصلاح الوضع وأن علينا الاستعداد للخطة الاحتياطية”!
وأضاف الضابط: “كنا مستعدين لكل الاحتمالات من العنف في الشوارع إلى اشتباكات واسعة النطاق وجهزنا القوات لهذين الاحتمالين”
وعقب ذلك ومع خروج الملايين إلى الشوارع نفذ الجيش خطته، فاحتجز مرسي في مجمع الحرس الجمهوري، وألقى القبض على قيادات رئيسية في جماعة الإخوان المسلمين، وتولى السيطرة على عدد من الأجهزة الإعلامية.
وطلب الضابط عدم نشر اسمه مثل الضباط العاملين الآخرين الذين أجرت رويترز مقابلات معهم بسبب حساسية الوضع.
ما بعد 30 يونيو
في اليوم التالي لمظاهرات 30 يونيو المصطنعة، حدد السيسي مهلة مدتها 48 ساعة لمرسي، فإما الاستجابة لمطالب المتظاهرين باقتسام السلطة مع المعارضة، وإما إفساح المجال أمام الجيش لطرح خريطة طريق أخرى.
وقال مصدر عسكري اطلع على التفاصيل لـ”رويترز” إنه في لقاءين آخرين مع الرئيس في الأول والثاني من يوليو 2013، كان السيسي أكثر صراحة، لكن مسعاه قوبل بالرفض.
وقال المصدر “توجه الفريق أول السيسي إليه وقال لنا عندما عاد إنه لا يصدق ما يحدث، وقال إن المحتجين بين 130 و160 ألفا فقط فقلت له: لا سيادتك إنهم أكثر بكثير من ذلك، وعليك أن تستمع لمطالبهم”.
وأضاف المصدر “في الاجتماع الثاني ذهب السيسي ومعه تسجيل فيديو للاحتجاجات أعده الجيش (فيلم المخرج خالد يوسف) وقال له: “سيادتك الوضع خرج عن السيطرة واقتراحاتك لتغيير الحكومة وتعديل الدستور الآن فات أوانها ولن ترضي الشارع، أقترح أن تدعو لاستفتاء على استمرارك في الحكم، لكنه رفض وقال إن ذلك غير دستوري ومخالف للشرعية”
وقال المصدر العسكري: إن السيسي اتصل بمرسي نحو الساعة السابعة مساء قبل إعلان خطة الانقلاب بساعتين، وطلب منه للمرة الأخيرة أن يوافق على الاستفتاء على البقاء في منصبه أو تسليم السلطة لرئيس البرلمان، فاعترض الرئيس، فقال له السيسي: إنه لم يعد رئيسا، وتم احتجاز مرسي وأقرب مساعديه مستشار الشؤون الخارجية عصام الحداد في المجمع، وقيل لهما إنه لا يمكنهما المغادرة لسلامتهما الشخصية.
وأمام رفض الرئيس، كثف السيسي اتصالاته بمحمد البرادعي الذي اختارته “جبهة الإنقاذ الوطني” المعارضة للتفاوض مع الجيش وبالقيادات الدينية للمسلمين والمسيحيين متمثلة بشيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس رأس الكنيسة القبطية، وكان الاثنان قد أيدا حركة الاحتجاج علانية.
كما أشرك قائد الجيش مؤسسي حركة تمرد وزعيم ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية وهو حزب النور السلفي الذي ينافس الإخوان على أصوات المصريين، وفق ما نقلت الجزيرة نت عن “رويترز”.
والتقى الجميع بمقر المخابرات العسكرية في شارع الثورة، يوم الأربعاء الثالث من يوليو 2013 الذي انتهى بإعلان الانقلاب، بعد أن رفض زعماء الإخوان وحزب الحرية والعدالة حضور هذا المشهد. (شاهد وثائقي “الساعات الأخيرة”)
في أرض الحرس
كان آخر مكان تواجد فيه مرسي قبل الإطاحة به هو “موقع القيادة الآمن وقت الأزمات بأرض الحرس الجمهوري” منذ يوم 25 يونيو 2013
“لم يكن مرسي مصرا على التمسك بالسلطة بقدر ما كان مصرا على إيجاد مخرج للأزمة، مستندا على الشرعية الدستورية” وفق قول أحمد عبد العزيز، أحد قيادات الفريق الإعلامي بقصر الرئاسة آنذاك، وهو يصف حال الرئيس مرسي ليلة خطابه الأخير يوم 2 يوليو مؤكدا أن مرسي “لم يتوقع أن يتم الإطاحة به ” من قبل الجيش رغم تلميحه إلى إمكانية وقوع ذلك في خطابه الأخير، ومؤكدا كذلك على صحة رواية رئيس مجلس الشورى وقتها، أحمد فهمي، والتي كشف فيها أن مرسي وافق ظهر يوم الثالث من يوليو، أي قبل نحو تسعة ساعات من خطاب الجنرال عبد الفتاح السيسي، على مقترح بأن يعين مرسي السيسي رئيسا للوزراء يشكل حكومة تشرف على انتخابات برلمانية تسفر عن تشكيل حكومة أغلبية.
وبحسب موقع “نون بوست”، يقول أحمد عبدالعزيز: إن مرسي وفريق مؤسسة الرئاسة “فوجئوا” بخطاب الإطاحة به في التليفزيون، ويوضح:”كنت مع عدد من المستشارين ورئيس الديوان، أذكر من بينهم الدكتور أيمن علي والدكتورة بكينام الشرقاوي، أثناء إذاعة بيان الانقلاب في التليفزيون .. ورد الفعل يوحي بأنهم والرئيس لم يكن أحد منهم يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد”، مضيفا:”انتقلنا إلى الرئيس وكان في غاية الثبات والهدوء بعد سماعه نبأ الإطاحة به، وصلينا جميعا خلفه في مكتبه بغرفته المحددة مسبقا له، قبل أن يحدد لنا من بين مستشاريه سيبقى معه ومن سيغادر، وكنت ممن طُلب إليهم المغادرة وكان عددهم عشرين شخصا وبقي تقريبا تسعة”.
الخطاب الأخير
فى أخر خطاب له مساء الثلاثاء 2 يوليو 2013، قبل إعلان الانقلاب على الشرعية، قال الرئيس مرسي في كلمة متلفزة: ” “اوعوا الثوره تتسرق منكم بأي حجه الحجج كتير والسحره كتير والتحدي كبير وأنتوا قادرين تواجهوا هذا عايزين نحافظ علي ولادنا عايزين نحافظ علي بناتنا لأن هما إللي هيربوا اطفالنا في المستقبل وليعلم أبنائنا أن أبائهم وأجدادهم كانوا رجالآ لايقبلون الضيم ولاينزلون أبدآ علي رأي الفسده ولا يعطون الدنيه أبدآ من وطنهم أو شريعتهم أو دينهم”.
ووعد الرئيس بأن يكون ثمن الحفاظ على مكتسبات الثورة حياته، يبذلها رخيصة حسبة لله وفي سبيل رفعة الوطن، وقد وفى بما وعد (شاهد وصية الرئيس للشعب)
وعن الليلة نفسها تحدثت الشيماء مرسي، نجلة الرئيس محمد مرسي، عن وصيّة والدها لها قبل اعتقاله من قبل سلطات الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي.
و قالت الشيماء، حسبما نقلت مواقع على شبكة الإنترنت عن صفحتها على “فيسبوك”: إنه وفي “ليلة الانقلاب العسكري في الثالث من يوليوز 2013، وبعد خطاب الرئيس مرسي الشهير (أوعوا الثورة تتسرق منكم)، وصل من مقر عمله إلى استراحة الحرس الجمهوري، حيث كنا نبيت معه ليلتها”
الشيماء مرسي وصفت والدها بأنه “كان هادئا جدا، لم يتحدث كثيرا، كعادته، لكنه في هذه الليلة أفصح بحديث تصلح كل كلمة فيه أن تكون لي مرجعا”
ولم تنكر الشيماء أنها كانت “مشفقة” على مصير والدها، حزينة لأجله؛ “لأني رأيته عن قرب شديد كحاكم، وهذا لم يكن متاحا لأحد من رعيته إلا لنا نحن أسرته”
وكشفت الشيماء نص الحوار الذي دار بينها وبين والدها، قائلة: “قلت له -ظنا مني أني أواسيه-: “لا تحزن يا أبي، هؤلاء الناس لا يستحقون حاكما مثلك، أنت نعمة كفروا بها، فكان لا بد من نزعها منهم تأديبا، فهنيئا لهم ما اختاروا لأنفسهم، فهم لا يستحقون إلا من يذلهم، وينهب أعمارهم وأقواتهم وخيرات بلادهم”
الشيماء قالت إن والدها غضب من حديثها عن الشعب المصري، قائلة إنه أجابها بحديث أبكاها إجلالا، حيث قال: “إياكِ أن تتحدثي عنهم كذلك، الشعب المصري شعب مسكين، أُضعف لسنوات طويلة”
وتابعت على لسان والدها: “عانى كثيرا من توالي الفجرة والمجرمين على حكمه، وهو يستحق حياة كريمة كباقي الشعوب”
وأضافت على لسانه أيضا: “لا تكوني ساخطة عليهم، فأنا أقدر ما مروا به، ولست قلقا أبدا على نفسي، لكني أشفق عليهم مما سيحل بهم لو أعلنوا استسلامهم وصمتوا عن الجريمة الكبيرة التي تحدث في حقهم وحق أبنائهم، وظني فيهم أنه لن يكون”
وختمت الشيماء على لسان والدها قوله: “فلا تجزعي على أبيك، ومهما حدث، كوني كما عهدتك دائما رحيمة بالناس”.
إخفاء ومحاكمات
بعد الانقلاب، بدأ فصل جديد من حياة مرسي بتغييبه قسرا لمدة أربعة أشهر في جهة غير معلومة اتضح بعدها أنها القاعدة البحرية العسكرية في منطقة أبى قير بالإسكندرية، ثم خضع الرئيس لعدة محاكمات ملفقة، أبرزها قتل المتظاهرين، والتخابر، واقتحام السجون، وإهانة القضاء، وصدرت ضده أحكام قضائية بالسجن.
وفي القضية التي عرفت بقصر الاتحادية وقتل المتظاهرين، صدر ضده حكم نهائي وبات بالسجن 20 عاما، وقضت محكمة النقض، في أكتوبر من العام 2017، برفض طعن مرسي وعدد من قيادات الإخوان منهم محمد البلتاجي، وعصام العريان و6 آخرون، وأيدت الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة بحبس الرئيس 20 سنة.
كما خضع الرئيس للمحاكمة بتهمة التخابر مع قطر، حيث قضت محكمة النقض في سبتمبر من العام 2017، بتأييد عقوبة السجن المؤبد بحقه، بتهمة ملفقة هي “تسريب وثائق ومستندات مهمة صادرة من أجهزة سيادية مصرية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية” ونقلها إلى دولة قطر وقناة الجزيرة.
وفي ديسمبر من العام 2017، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة الرئيس مرسي، بالحبس 3 سنوات، بتهمة إهانة السلطة القضائية والإساءة إلى رجالها.
وألغت محكمة النقض الحكم الصادر ضده بالإعدام في قضية الحدود الشرقية واقتحام السجون، وقررت إعادة محاكمته وآخرين من جديد، فيما ظلت قضية التخابر مع حماس متداولة حتى وفاته.
وألغت محكمة النقص حكما بالسجن المؤبد ضده بتهمة مزيفة هي “إفشاء أسرار الدولة لجهات أجنبية من بينها حركة حماس”.
ومنذ لحظة اعتقاله في 2013 خضع مرسي للحبس الانفرادي، ولم تحصل أسرته على حقها القانوني في زيارته سوى مرتين خلال أربعة أعوام تدهورت فيها صحة الرئيس، الذي عانى من مرض السكر المزمن، وضعف الإبصار في العين اليسرى، وتقرُّحات الفم ومشاكل في الأسنان، إضافة لالتهابات روماتيزمية حادة بالعمود الفقري وفقرات الرقبة نتيجة إجباره على النوم على الأرض.
وانتهى الأمر الى استشهاده في قاعة المحكمة عصر يوم الاثنين الموافق 14 شوال 1440 هـ، 17 يونيو 2019م، وهو التاريخ نفسه الذي كان نحو 5 مليون مصري يكتبون لحظة فارقة في انتخابات الجولة الثانية من السباق الرئاسي عام 2012، والذي انتهى بفوز الشهيد الراحل، ثم كان استشهاده بعد 6 سنوات من الاعتقال في ظروف مأساوية.
شهيد المحكمة
شهد معهد أمناء الشرطة -حيث عقدت جلسة محاكمة الرئيس الشهيد محمد مرسي الأخيرة- تشديدا أمنيا صارما قبيل الجلسة على غير عادته في هذه الأيام.
حضر مساعدو وزير الداخلية وعدد كبير من ضباط الأمن الوطني المنتشرين في كافة أرجاء القاعات والطرقات المؤدية إليها. كما تم تفتيش جميع المحامين تفتيشا ذاتيا دقيقا ومنعهم من اصطحاب هواتفهم المحمولة وأي أدوات إلكترونية كان يسمح بها قبل ذلك.
انعقدت في الساعة 12:30 ظهرا بالتوقيت المحلي برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا وحسن السايس، وترافع المحامي كامل مندور عن الرئيس مرسي وأثبت دفوعه.
طلب الرئيس من المحكمة أن يتحدث وسمحت له بذلك، وقال إنه تم منع العلاج عنه وإنه يتعرض للموت المتعمد من قبل السلطات المصرية، وإن حالته تتدهور، وإنه تعرض للإغماء خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة، من دون علاج أو إسعاف.
طلب مرسي من المحكمة السماح بمقابلة دفاعه لأنه يريد أن ينقل “أمانة” إلى الشعب المصري، ويتواصل مع دفاعه حول أمور مهمة وخطيرة، فأغلقت المحكمة الصوت عنه ومنعته من مواصلة الحديث.
و نقل محامي الرئيس عنه قوله خلال محاكمته، الإثنين 17 يونيو 2019، “بلادى وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام”، مؤكداً عدم البوح بأسرار بلاده حتى مماته. وأضاف مرسي: “حتى الآن لا أرى ما يجري في المحكمة، لا أرى المحامي، ولا الإعلام، ولا المحكمة، وحتى المحامي المنتدب من المحكمة لن يكون لديه معلومات للدفاع عني”.
هذه الكلمات نطق بها مرسي من خلف القفص الزجاجي، وتابع: “كنت طلبت من المحكمة جلسة سرية، والمحكمة رفضت خلاص (انتهى)، هذا قرار المحكمة ولكن الأسرار لن أبوح بها حتى مماتي، حرصاً على أمن البلد وسيادتها”.
بعدها تعرض مرسي للإغماء داخل القفص ومكث مغشيا عليه قرابة ثلاثين دقيقة دون أن يتم إسعافه. صاح مرافقوه ممن يحاكمون بالقضية ذاتها، و الموجودين في قفص آخر، لأجل إسعافه، ولم يستجب أحد لهم الى أن فارق الحياة.
شاهد فيلم “وفاة مدبرة“، من الاعتقال حتى الاستشهاد… قصة اغتيال الرئيس- الرابط البديل http://cutt.us/mzLdV
بشريات يرويها نجله
عبر صفحته في “فيسبوك”، روى عبدالله محمد مرسي يروي تفاصيل غسل ودفن والده، فقال يوم الثلاثاء 18 يونيو :”هذه بشريات نسوقها إليكم في النظرة الأخيرة لنا أسرة الرئيس الشهيد محمد مرسي ونحن نودع جسده الي مثواه الأخير وتبقي روحه وأعماله وذكراه خالدة ما شاء الله بين أمته وشعبه بالرحمات والدعوات والذكر الطيب .
وأضاف:”بعد ١٠ ساعات من وفاة الرئيس الشهيد دخلنا علي جسده الطاهر..وألقينا النظرة الأخيرة عليه في مستشفي سجن طرة قبل تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في الشهداء والصالحين .
وقد دخلنا علي السيد الرئيس الشهيد رحمه الله أول ما دخلنا -جميع ابناءه الذكور الأربع بمن فينا أسامة مرسي المعتقل علي ذمة قضايا ملفقة بالاضافة الي حضور عمنا السيد مرسي وابنة الرئيس وزوجته، ومعنا عدد كبير من مندوبي اجهزة الانقلاب العسكري”.
وتابع:”فوجدنا الرئيس الشهيد علي وجه غير الذي نعرفه عليه كما بدا وجهه شاحبا ومغضبا للغاية، رفضنا وجود أيا من عناصر الانقلاب العسكري في مكان غسله . وبعدما أغلقنا الباب ونظرنا إلى وجه الرئيس الشهيد الذي بدا منذ لحظات عابساً كعادته مع هؤلاء الظالمين وجدناه تغير الي غير تلك الملامح إذ بدا رحمه الله هادئ الوجه مطمئن الملامح.. بدأنا بالدعاء له وتوديعه وتقبيله ثم بدأ الغسل وإذا بوجه الرئيس الشهيد وجسده يتغير إلي الوجه المضيء البشوش المبتسم ، جميعنا لم يكن يصدق بدا هذا التغير في ملامح وجه الرئيس الشهيد علي غير ماكان في حضرة المجرمين والعسكر اذ أصابتنا جميعاً الدهشة مما رأيناه .”
وواصل القول:” لم تكن هذه معجزة ولا حياة بعد ممات وانما يسوق ربنا لنا البشريات ..وكلما زدنا جسد الشهيد ماءً وغسلا ازداد وجهه ابتساما وتهللا…وما إن أنتهينا من تكفينه رحمه الله ساق ربنا لنا بشري أذان الفجر “الذي نشهد الله أن أبانا رحمه الله لم يضيعه منذ عهدناه أبداً حاضراً في المسجد وفي اثناء سجنه كان يرفع الآذان كل فجر ويصليه حاضرا..وفي هذه اللحظات المباركات تهلل وجه أبانا وازداد بياضاً مما أنزل علينا السكينة وشعرنا بغشيات الرحمات من رب العالمين” .
وقال:”إن هذا المشهد الذي أجمعت أسرة الرئيس الشهيد علي مشاهدته جميعا بدا لنا علامة وكرامة من الله يمكن تأويلها برفض الرئيس الشهيد الضيم والظلم بقلبه ولسانه ووجهه ونفسه وقتما كان في يد هذه العصابة المجرمة الخائنة، لم يعطهم وجه الرضا أبدا و بمجرد أن عاد الي أهله كان في رضا وسعادة دائمتين ، ومع وقت الصلاة وسماع الآذان والتي ارتبط بها وتعلق قلبه بمساجدها فهي صلته بربه كان الله يسوق ألينا ال مرسي البشري بوجه أبي الشهيد ليثبتنا ويزيدنا يقينا ويبشرنا بالخير والحق” .
وتابع:”رفضنا أن يحمل جثمانه الطاهر أياً من هؤلاء المجرمين وحمله أبناءه الرجال الأربعة الي المسجد وصلينا الفجر ثم رفضنا أن يصلي عليه أيا منهم ..صلينا علي الشهيد الرئيس محمد مرسي وسألنا الله له الشهادة والقبول ..وحملناه الي السيارة ورافقه فيها عبدالله وزوجته ومنها أنزلناه مقابر أحبابه مرشدي جماعة الإخوان المسلمين وأعلامها في مدينة نصر حيث وضع بجوار حبيبه ورفيقه الاستاذ الشهيد المجاهد محمد مهدي عاكف والذي نشهد الله أننا رأينا جثمانه كما هو لم يتبدل ولم يتغير رأيناه فكان بشري علي بشري ومما يساق ذكره أننا في الزيارة الأخيرة للرئيس والتي كانت في شهر سبتمبر سنة ٢٠١٨ أول من سأل عنه الرئيس رحمه الله وقتها كان الأستاذ عاكف فأخبرناه أنه انتقل الي ربه فقال إنا لله وإنا اليه راجعون ألقاه حوض النبي صلي الله عليه وسلم إن شاء الله ، فقد كان أبا وقدوة للسيد الرئيس الشهيد رحمهما الله وقد جمعهما الله في الدنيا أحياءً علي الحق وفي القبر رفاقاً وشهداءً صالحين نحسبهما ولا نزكي علي الله أحدا” .
وانتهى عبدالله من بشارته قائلا: “أنزلنا الرئيس الشهيد قبره وأمطنا الكفن عن وجهه فإذا به نور كالبدر بين الشهداء والمناضلين السابقين …والله نسأل أن يجمعهما في الآخرة في جنة الخلد مع حبيبهم وقدوتهم المصطفي صلي الله عليه وسلم وأن يلحقنا بهم غير ضالين أو مضلين ..وأن يرفع عن أمتنا في الدنيا الظلم والغمة والنكبات ويهديها الي الحق بإذنه. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
- شاهد أيضا نجل مرسي يكشف للجزيرة مباشر ملابسات سجن ووفاة والده (فيديو)، الاثنين 24 يونيو 2019.
الانقلابيون قتلوا الرئيس
وفي يوم الجمعة 21 يونيو 2019، عقدت جماعة الإخوان المسلمين والقوى الوطنية مؤتمرا صحفيا بشأن وفاة الدكتور محمد مرسي، كشف فيه الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمود حسين أن “ما لحق بالرئيس الشهيد هو جريمة اغتيال بالإهمال الطبي مكتملة الأركان مع سبق الإصرار”.
وجاء نص كلمته أمام المؤتمر ” بسم الله الرحمن الرحيم…الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه …
” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ” (آل عمران 169- 170)
السادة الأفاضل وسائل الإعلام المحترمين ..نرحب بحضراتكم في هذا المؤتمر الصحفي حول واقعة استشهاد الرئيس محمد مرسي ، ويهمني قبل الإجابة علي تساؤلاتكم التأكيد علي أن التخطيط لجريمة اغتياله – يرحمه الله – تم منذ اليوم الأول للانقلاب العسكري واعتقاله ، وتؤكد ذلك الشواهد والأدلة التالية :
1- حرص الانقلاب علي عزل الرئيس الشهيد عن المجتمع بالحبس الانفرادي ومنعه من الاتصال بزوجته وأولاده وكذلك بمحاميه أو حتي التحدث في المحكمة بوضعه في قفص زجاجي للتحكم في وصول صوته في الوقت الذي يريدونه .
2- إعلانه – رحمه الله – أكثر من مرة للمحكمة عن تعرضه لمحاولة قتل بوضع السم له وعدم تحرك الجهات المسئولة .
3- عدم الاكتراث بطلباته وطلبات أسرته ومحاميه المتكررة بضرورة وضعه تحت الملاحظة في مستشفى خاص وعلى نفقته الخاصة يؤكد أن ما لحق بالرئيس الشهيد هو جريمة اغتيال بالإهمال الطبي مكتملة الأركان مع سبق الإصرار .
4- كلمته القوية أمام المحكمة في الجلسة التي استشهد فيها لم تعطي دلالات علي ما تم بعدها (وفاته ).
5- إصابته بحالة الإغماء لم تتم أثناء كلمته وإنما بعد رفع الجلسة .
6- حديثه المتكرر عن معلومات هامة لديه أو ما سمي ” بالحقيبة السوداء ” جعل الانقلابيين يعجلون بقتله .
7- بذل محاولات من رجال الأمن قبل استشهاده لسؤال بعض المقربين منه في السجون عمن هو أقرب الناس للدكتور مرسي وذلك بحثا عن وثائق ربما تكون وصلت إليهم منه .
8- الاستنفار الأمني المسبق لحادثة القتل سواء في المحافظات أو في المحكمة خلال نفس الجلسة.
9- تقديم حلقة مشبوهة من برنامج الإعلامي عمرو يوم السبت 15 يونيه حول الموت المفاجئ علما بأن البرنامج سياسي .
10- إعلان الخارجية الأمريكية الذي جاء نصه : لقد قرأنا التقارير حول وفاة الدكتور مرسي ولا تعليق لنا ” وهي عبارة تشير إلي اتهام .
11- عدم استدعاء طبيب لمتابعة حالته الصحية رغم وجود بعض المحبوسين من الأطباء المختصين في القفص المجاور له في الجلسة وتركه لمدة عشرين دقيقة ملقي علي الأرض .
12- عدم مرافقة أحد للرئيس الشهيد أثناء نقله للمستشفي وعدم إبلاغ أهله إلا بعد الإعلان عن الوفاة بساعات
13- منع المحامين الذين حضروا الجلسة من الخروج أو الاتصال بأحد إلا بعد الإعلان عن الوفاة بساعات .
وأحيط حضراتكم علما أن لدينا لجانا قانونية دولية تُقاضي وتُلاحق مرتكبي الجرائم في مصر، فضلًا عن التقدم بطلب إلى الأمم المتحدة لفتح تحقيق شامل في واقعة قتل الدكتور محمد مرسي عن طريق الإهمال الطبي الجسيم ، مع ضرورة تشكيل لجنة دولية محايدة لكشف ملابسات تلك الجريمة وغيرها من الجرائم- خاصة مع وجود الآلاف من المعتقلين السياسيين المهددون بنفس مصير الرئيس محمد مرسي.
وبين أيدينا بيان صادر عن ” روبرت كولفل ” الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قال بالنص في بيان صادر عنه :” نعتبر أنه من الضروري إجراء تحقيق شامل ومستقل في ظروف وفاة السيد مرسي بما في ذلك ظروف احتجازه ويجب أن تجري التحقيق سلطة قضائية أو سلطة مختصة مستقلة عن السلطة التي احتجزته ، علي أن تفوض بإجراء تحقيقات فورية ونزيهة وفعالة في ظروف وفاته “
السادة الحضور: إننا نحذر من كارثة كبرى من المتوقع أن تحدث خلال الأيام القادمة بحق المعتقلين المختطفين في سجون الانقلاب من شتي التوجهات خاصة أن الانقلاب فشل في الحصول علي اعتراف به من أي منهم به .
ولذا نحمل الانقلاب وداعميه أمام العالم كامل المسئولية عن صحة وسلامة جميع المعتقلين دون استثناء وعلي رأسهم فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع والذي أصيب بغيبوبة يوم استشهاد الرئيس مرسي وتم نقله لمستشفي السجن الذي نعلم أنه ليس مجهزا بالتجهيز المناسب لمثل هذ الحالات .
السادة الحضور: إن ماجري للرئيس الشهيد محمد مرسي وما يجري الآن داخل السجون المصرية بحق المعتقلين من جميع الاتجاهات لهو رسالة ذلك ا لانقلاب للشعب المصري بأن ثورته قد تم القضاء عليها وأن الأمل في منحه حقوقه في اختيار حكامه وإقامة حياة ديمقراطية حقيقية وتحقيق عدالة العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية قد تبدد ولكن هيهات ..فشعب مصر لن يتخلي عن المطالبة بحقوقه واسترداد حريته مهما طال الزمن .. ونطالب جميع القوي الحية في مصر بالتوحد علي قلب رجل واحد لتحقيق ذلك .
سيظل الرئيس الشهيد محمد مرسي أيقونة ثورة يناير وسيظل حيا في قلوب جماهير الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية وسيظل نموذجا فذا في التضحية والكفاح وسيستمد منه كل الأحرار الأمل والدعم لمواصلة مسيرتهم نحو الحرية والكرامة والاستقلال ، وستتواصل مسيرته دون توقف حتي تنهض مصر وتتحرر من الظلم والاستبداد .والله أكبر وتحيا مصر”
- وقائع المؤتمر الصحفي للقوى الوطنية للكشف عن ملابسات وفاة الرئيس (شاهد هنا)
ردود الفعل الدولية
في اليوم الأول لاستشهاد د. محمد مرسي غلب على التغطية الإعلامية العالمية للحدث طابعا إخباريا دون التطرق الى الجوانب التحليلية، وكان العنوان الأبرز والقاسم المشترك في التغطية هو “وفاة الرئيس المصري محمد مرسي أثناء محاكمته”، مع فروق في التغطية بحسب المواقف السياسية لحكومات الدول التي تصدر منها الوسائل الإعلامية.
وتصدر وسم #محمد_مرسي “تويتر” في مصر والعالم بعد الإعلان عن وفاته وسط حالة من الحزن والغضب على ما اعتبروه إهمالا طبيا أدى لوفاته.
كانت ردود الأفعال الغربية باهتة وغير مبالية، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية “علمنا من تقارير إعلامية بخبر وفاة محمد مرسي، وليس لدينا تعليق”، ولم يصدر عن أي دولة أوروبية، باستثناء البوسنة والهرسك، نعيا رسميا للدكتور مرسي.
بينما طالب الناطق باسم مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، روبرت كولفل، بتحقيق “سريع ونزيه شامل وشفاف” تقوم به هيئة مستقلة لتوضيح أسباب وفاة مرسي.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ردا على أسئلة الصحفيين بشأن وفاة مرسي خلال مؤتمر صحفي، إنه يقدم خالص التعازي لعائلة مرسي ومحبيه.
وانتقدت كل من منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ومنظمة “العفو الدولية” السلطات المصرية، داعيتين لإجراء تحقيق فوري في وفاة الرئيس الأسبق.
وعبّرت منظمة العفو الدولية عن صدمتها الشديدة لنبأ وفاة الرئيس مرسي، ودعت السلطات المصرية إلى إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في ظروف وفاته وحيثيات احتجازه، بما في ذلك حبسـه الانفرادي وعزله عن العالم الخارجي.
وقالت المنظمة إن لدى السلطات المصرية سجلا حافلا في احتجاز السجناء في الحبس الانفرادي لفترات طويلة وفي ظروف قاسية، وفي تعريضهم للتعذيب وغير ذلك من ضروب سوء المعاملة، مما يجعل إجراء تحقيق في وفاة مرسي وظروف احتجازه مطلبا ملحا.
كما دعت منظمة “عدالة وحقوق بلا حدود” في باريس إلى إجراء تحقيق دولي شفاف في وفاة الرئيس المصري.
كما دعا البرلماني البريطاني من حزب المحافظين، كريسبن بلانت، إلى فتح “تحقيق دولي مستقل” في ملابسات وفاة مرسي.
وقال بلانت، الذي ترأس سابقًا لجنة لمراجعة ظروف احتجاز محمد مرسي في 2018 ، في بيان له، إنه “لم يكن سجيناً عادياً”، ووفاته تعكس “عدم قدرة” السلطات المصرية على المحافظة على حقوق السجناء.
في ذات السياق، تقدم المحامي الفرنسي جيليز ديفيرز، بطلب إلى الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في وفاة محمد مرسي.
وأضاف ديفيرز لمراسل الأناضول، الثلاثاء، أن الطلب الذي تقدم به اليوم للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، جاءت بدعم من 9 منظمات دولية.
ولفت ديفيرز، إلى أن الطلب تضمن إرسال خبراء إلى مصر لفحص التقارير الطبية وتحديد سبب الوفاة، مشيرًا أن الرئيس مرسي لم يكن يتلقى الرعاية الصحية في السجن خلال السنوات الـ 6 الماضية.
وتابع: من الواضح أن موت مرسي لا يبدو طبيعيًا، وليس لأحد أن يقول غير ذلك، مشيرًا أن المشكلات الصحية التي كان يعاني منها مرسي لم تحدث فجأة.
من جانبه أيّد المحامي المختص في القانون الدولي ريس ديفيز المطالبات بفتح تحقيق دولي بوفاة الرئيس مرسي، مؤكدا أن الدولة تتحمل المسؤولية لأنه كان معتقلا لديها ويقع على عاتقها توفير الرعاية الصحية له.
وأشار ديفيز إلى تصريحات سابقة للرئيس مرسي قبل شهر تحدث فيها عن تعرضه لسوء المعاملة والإهمال الطبي، مع حرمانه من التواصل مع فريق محاميه وأسرته.
تعاز رسمية
وفي الدول الإسلامية، وباستثناء تعازٍ رسمية محدودة، أبرزها من تركيا وقطر وماليزيا والمالديف والمغرب، لم يصدر عن المستوي الرسمي مصريا وعربيا ردود أفعال على وفاة الرئيس مرسي .
ونعى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفاة مرسي قائلا “تلقينا ببالغ الأسى نبأ الوفاة المفاجئة” مقدما التعازي لأسرته، الأمر ذاته قامت به الملكة نور الحسين عقيلة ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال مقدمة التعازي لأسرته أيضا.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه لا يصدق أن وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي كانت طبيعية. وفي تغريدة له قال:” ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة أخي محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر. أدعو بالرحمة للشهيد محمد مرسي أحد أكثر مناضلي الديمقراطية في التاريخ”.
وأدان أردوغان، عقب أدائه صلاة الغائب على مرسي في مسجد الفاتح بمدينة إسطنبول بمشاركة آلاف الأتراك وأبناء الجاليات العربية، وقوف العالم الغربي متفرجا إزاء الانقلاب العسكري ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي وسجنه ثم مفارقته الحياة.
كما ترحم رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال قليجدار أوغلو، على روح مرسي.
وانتقد قليجدار أوغلو، في كلمة أمام كتلته النيابية بالبرلمان التركي، دفن جثمان مرسي خفيةً، واقتصار مراسم الدفن على أسرته.
كما قدّمت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى تركيا، تعازيها في وفاة مرسي.
وقدّم رئيس المجلس الرئاسي في جمهورية البوسنة والهرسك، باكر عزت بيغوفيتش، تعازيه، مؤكدا أنه تلقى نبأ وفاة مرسي بحزن كبير.
كما قدم الأمين العام لمجلس العلماء الإندونيسي، أنور عباس، تعازيه بوفاة مرسي الذي “ناضل من أجل الديمقراطية في مصر”.
ونعاه سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، قائد الائتلاف الحكومي في المغرب الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي: “رحمه الله ورحم جميع موتانا”.
من جانبه، أعرب نائب الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، سليمان العمراني، عن حزنه الشديد على هذه الوفاة المفاجئة.
و قدم رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران العزاء إلى عائلة الرئيس مرسي، واصفا الأخير بالشهيد.
وعلى مستوى الشخصيات المغربية، كتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور أحمد الريسوني مقالا بخصوص وفاة الرئيس عنونه “الشهيد محمد مرسي.. قتلوه جميعا”.
وقال الريسوني “حالة الدكتور محمد مرسي تُشكِّل وصمة عار وراية غدر، للمتآمرين المجرمين من آل سعود وآل نهيان، الضالعين في قتل الشهيد محمد مرسي، والوالغين في دماء المصريين والليبيين واليمنيين والسودانيين، وغيرهم من المسلمين”.
وقرأ نواب البرلمان التونسي، في جلسة عامة، الثلاثاء، سورة الفاتحة على روح الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.
وقال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي في مقابلة مع الجزيرة إن مرسي شهيد، “وسيأتي يوم تأخذ فيه العدالة مجراها”. وأضاف أن التوصيف الوحيد لما جرى لمرسي هو “قتل تحت التعذيب”.
ورأى المرزوقي أن الأسباب الوحيدة التي أدت بمرسي إلى هذا المصير هي تحالف الثورة المضادة في مصر والعالم العربي.
من جهتها قالت حركة النهضة التونسية، الاثنين 17 يونيو 2019، إنها تلقت ببالغ الحزن والصدمة نبأ وفاة مرسي أثناء محاكمته، مقدمة العزاء إلى عائلته وأحبائه والشعب المصري.
ووصف عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية وفاة الرئيس مرسي “في سجون الظالمين” بأنها “وصمة خزي ونذر شؤم وعلى السيسي ومن شايعَهُ في مصر وفي كل مكان، وعلى الأنظمة العربية التي خططت ودعمت الانقلاب العسكري المشؤوم”.
ونعى رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري الرئيس مرسي، كما نعته جماعة العدل والإحسان (كبرى الحركات الإسلامية في المغرب)، إلى جانب برلمانيين كويتيين.
و قال محمد عماري، عضو المجلس الرئاسي الليبي المعترف به دوليا، إن مرسي ضرب مثلا يحتذى به في صبره وثباته وتمسكه بمبادئه.
ووصف أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية بموريتانيا، الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بأنه من خيرة أبناء الأمة المناهضين للاستبداد.
وقال المرشح الرئاسي محمد ولد مولود، في تعزية نشرتها الصحافة الموريتانية، “الأمة الإسلامية فقدت واحدا من خيرة أبنائها البررة وهو يدافع عن العدل والشّرعية ويناهض الظلم والاستبداد”.
ونعى المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان، عوض الله حسن، مرسي، قائلا: “سيكون رحيله بداية الحرية للأمة”.
وقدم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، التعازي، قائلا: “إيران ومع احترامها لآراء الشعب المصري العظيم، تقدم التعازي بوفاة مرسي إلى الشعب المصري وأسرته وأحبائه”.
وقدمت الحركة الدستورية الإسلامية الكويتية “حدس” (الإخوان المسلمون)، الإثنين، خالص العزاء بوفاة مرسي، ووصفته بأنه كان عنواناً للصمود والثبات.
كما نعاه رئيس حزب “عدالة الشعب” الماليزي، وأعرب رئيس حزب عدالة الشعب الماليزي أنور إبراهيم عن خالص تعازيه لأسرة مرسي، مؤكدا أن وفاته المفاجئة ستؤثر بشكل كبير على مصر والعالم الإسلامي ككل.
كما نعاه رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، نهاد عوض، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني ورابطة “علماء فلسطين” في قطاع غزة وحركة حماس وحزب المؤتمر الشعبي بالسودان.
وقدم حزب المؤتمر الشعبي بالسودان تعازيه للأمتين العربية والإسلامية، قائلا إن وفاة مرسي تفتح الباب واسعا أمام الكثير من التساؤلات.
وقال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، يوسف ندا، إن روح الرئيس الأسبق محمد مرسي ذهبت إلى بارئها تاركة مرآة التاريخ تسجل إحدى صفحات الجهاد ومقاومة الديكتاتورية.
كما نعى الاتحاد العالمي للعلماء إلى الأمة الإسلامية والشعب المصري وفاة الرئيس المنتخب، وقال في بيان له إن مرسي ناضل في سبيل قيم الحرية والشرعية وشعبه وأمته، ومات شامخاً في سبيل الحق.
كما نعت حركة حماس الرئيس المصري مؤكدة أنه قدم مسيرة نضالية طويلة، قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة.
وقدم رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الثلاثاء، التعازي في اتصال هاتفي مع نجلاء علي محمود زوجة الرئيس الراحل.
واستعرض رئيس الحركة “مواقف الرئيس الراحل الراسخة تجاه القضية الفلسطينية والقدس وغزة في مختلف محطات جهوده في العمل العام سواءً نائبًا في البرلمان أو رئيسًا لمصر”.
في السياق نفسه، اتهم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن عبد الحميد الذنيبات نظام عبد الفتاح السيسي بقتل محمد مرسي.
ودعت هيئة علماء المسلمين في لبنان جماهير الأمة إلى التنديد أمام سفارات مصر في العالم، وطالبت بلجنة دولية محايدة للتحقيق في ظروف الوفاة “الغامضة والمشبوهة” لمحمد مرسي.
مظاهرات وصلوات
أقيمت أول صلاة غائب على روح الرئيس الشهيد محمد مرسي يوم وفاته بالمسجد الأقصى المبارك، حيث أدى الفلسطينيون المقدسيون بصورة تلقائية عقب صلاة العشاء مباشرة صلاة الجنازة على الرئيس الراحل، ثم تبعها إقامة صلاة الغائب في معظم دول العالم ومدنه الكبري، مصحوبة بمظاهرات في بعض الأماكن احتجاجا على ظروف الاعتقال والوفاة.
وقد أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية إقامة صلاة الغائب على مرسي بالمساجد المركزية كافة.
و أعلنت الجماعة الإسلامية الباكستانية أنها ستقيم صلاة الغائب في معظم المدن الرئيسية، كما أقيمت مظاهرة وصلاة الغائب على روح أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر أمام السفارة المصرية في دبلن.
وأقام المجلس الإسلامي لمدينة فيرونا في إيطاليا خطبة الجمعة وصلاة الغائب على روح الرئيس الراحل محمد مرسي.
وشهدت مدينتي كيب تاون وجوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، إقامة الغائب على روح الرئيس الراحل عقب صلاة الجمعة 21 يونيو 2019، كما أقيمت مخاطبات بعد صلاة الجمعة والغائب، في حين أقيمت صلاة الغائب في العاصمة اليابانية طوكيو.
كما أقيمت صلاة الغائب في عدد من المساجد بفرنسا، فيما أقام شباب الثورة في اليمن صلاة الغائب على روح الرئيس الراحل في مدينة تعز.
وفي العراق أقيمت صلوات الغائب على روح الرئيس الراحل في مدن عدة، إذ أدى عدد من المصلين في مساجد محافظة نينوى والأنبار ومحافظة دهوك بإقليم كردستان، صلاة الغائب على الرئيس المصري محمد مرسي، والذي توفي أثناء محاكمته.
وبعد صلوات غائب تمت في أنحاء العالم على روحه، تداول نشطاء بمنصات التواصل الاجتماعي، الأربعاء 18 يونيو، صورا لأشخاص أعلنت أداء عمرة عن محمد مرسي
وبحسب الصور المتداولة، رفع أشخاص وخلفهم الكعبة المشرفة، أوراقا مكتوب عليها عمرة عن محمد مرسي، فضلا عن الدعوة لها بالرحمة والمغفرة، ويظهر التاريخ المدون بالوريقات أنه تم أداء العمرة في يوم إعلان الوفاة واليوم التالي له.
كما وقف مئات من الطلبة الجزائريين، الثلاثاء 18 يونيو 2019، دقيقة صمت ترحما على الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال مسيرة بساحة الشهداء بقلب العاصمة، وهتفوا ورددوا شعارات داعمة للراحل ومنتقدة للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وشهدت مدينة ملبورن الأسترالية (جنوب غرب)، الأحد 23 يونيو، تنظيم مظاهرة احتجاجا على ظروف وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، خلال جلسة محاكمة، الإثنين الماضي.
ونظمت المظاهرة بالتنسيق بين عدد من منظمات المجتمع المدني في المدينة، وشارك فيها عشرات النشطاء من مختلف الجنسيات، ومنهم أتراك.
وتلا المشاركون في المظاهرة آيات من القرآن الكريم على روح مرسي، ورددوا شعارات تحمل الحكومة المصرية مسؤولية وفاة أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر.
كما حمل المحتجون، صور مرسي والأعلام المصرية، إضافةً إلى لافتات مكتوب عليها “الرئيس الشهيد مرسي”.
من جانبها، دعت عضو مجلس بلدية “مورلاند” في المدينة، “سيو بولتون”، إلى فتح تحقيق دولي حول ظروف وفاة مرسي.
بدوره، تقدم عضو مجلس “فكتوريا” الإسلامي، محمد الجبالي، بالشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكونه الزعيم الأول السباق إلى تقديم التعازي في وفاة الشهيد مرسي، وعلى دعمه المستمر للعالم الإسلامي.
واختتمت المظاهرة، التي استمرت حوالي ساعتين، بأداء صلاة الغائب على روح مرسي، والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
كما تظاهر العشرات ليل الاثنين/الثلاثاء أمام السفارة المصرية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط للمطالبة بتحقيق دولي في وفاة مرسي، وطالبوا بإجراء تحقيق دولي شفاف في ملابسات الوفاة.
وفي تركيا، تظاهر مئات الأتراك والمصريين وأبناء الجاليات العربية مساء الاثنين أمام القنصلية المصرية في إسطنبول، عقب الإعلان عن الوفاة مطالبين بإجراء تحقيق دولي.
وتظاهر عدد من مؤيدي محمد مرسي في مسقط رأسه بقرية العدوة بمحافظة الشرقية (دلتا النيل/ شمال)، عقب صلاة الغائب على روحه.
وأفاد تلفزيون “وطن”، أن “مظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة الغائب على مرسي، من مسقط رأسه بقرية العدوة”.
ونقل المصدر ذاته، صورا لخروج العشرات من أبناء القرية، وسط حديث عن وصول قوات أمن للتعامل مع الاحتجاج.
توجس صهيوني
بعد استشهاد الرئيس مرسي، نشرت تحليلات عدة تظهر توجس الكيان الصهيوني من تبعات الاستشهاد، ومن بينها ما نشرته صحيفة “لبنان الجديد” الإلكترونية، قالت تحت عنوان “إسرائيل تترقب تبعات وفاة مرسي”:
تتوجس إسرائيل من عواقب وفاة الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، في السجن، وتأثير ذلك على الوضع داخل مصر. وبحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإنه “في إسرائيل يتابعون بتأهب التطورات في مصر، في أعقاب وفاة مرسي”، بسبب “توقع محاولة الإخوان المسلمين، التي كان ينتمي إليها مرسي، المبادرة إلى أنشطة احتجاجية على وفاته”. لكن التقديرات في إسرائيل هي أن “النظام برئاسة عبد الفتاح السيسي اتستعد بقوات معززة من أجل منع تفجر عنف جديد”، بحسب الصحيفة.
وأشار هرئيل إلى أنه “منذ استولى الجنرالات برئاسة السيسي على الحكم، بانقلاب عسكري في صيف العام 2013، يقمع النظام بيد من حديد الحركات الإسلامية وفي مقدمتها خصومه الأساسيين، الإخوان المسلمين، الذين استبعدوا بالكامل عن الحكم. ويُحتجز منذئذ قرابة 16 ألف ناشط- حسب تقديره- بينهم جميع قادة الحركة، في سجون ومعسكرات اعتقال. وتم الإفراج عن قلائل فقط”.
ورجّح هرئيل أن تتعالى تظاهرات الإخوان في مصر، التي تترقبها إسرائيل، احتجاجات ضد ظروف اعتقال ناشطي الحركة في السجون المصرية، وخاصة التعامل مع مرسي ومنع العلاج الطبي عنه، ما أدى إلى انهياره أثناء جلسة محكمة، ووفاته في أعقاب ذلك.
كذلك رجّح المحلل أن “النظام في القاهرة سيستعد لمظاهرات حاشدة، بواسطة حشد قوات الأمن الداخلي والجيش في المدن المركزية، وفي مقدمتها القاهرة والإسكندرية”.
وأضاف هرئيل أن “الانطباع في إسرائيل هو أن السيسي يسيطر على الدولة وينجح في قمع معارضيه. والأموال التي تتلقاها الحكومة المصرية من السعودية ودول أخرى في الخليج تساعدها على منع أزمة اقتصادية خطيرة أكثر وبتزويد الاحتياجات العادية للمواطنين. ويُعتبر موت مرسي في إسرائيل، إذا أدى إلى مظاهرات كبيرة، كتحدٍ يبدو في هذه الاثناء أن السلطة في القاهرة قادرة على مواجهته”
وتابع هرئيل أن “ثمة قضية أخرى تشغل إسرائيل وهي التأثير المحتمل لوفاة زعيم الإخوان المسلمين على الحركة الشقيقة، وهي حماس في قطاع غزة. لكن في السنوات الأخيرة، بذل قادة حماس في القطاع جهدا معينا من أجل فصل أنفسهم عن الإخوان المسلمين، بسبب التوتر بينهم وبين الجنرالات في القاهرة. وحماس متعلقة حاليا بحسن نية السيسي، خاصة بمسألة استمرار فتح معبر رفح، المخرج الأساسي للقطاع إلى العالم الخارجي”. وتوقع هرئيل أنه على ضوء هذا الوضع أن “تمتنع حماس عن توجيه اتهامات مباشرة للسيسي وحكومته.”
من جهة ثانية، اعتبرت محللة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سمدار بيري، على عكس هرئيل، أن وفاة مرسي “لن تثير قلاقل في مصر. والحياة العادية ستعود بسرعة، وسيُمحى من الذاكرة. والتاريخ فقط سيتذكر، ربما بشكل سلبي، الرئيس الأول لما تبدو أنها مصر الحرة”
وأشارت بيري إلى أنه “رغم أن مرسي هو الرئيس الأول الذي نافس في انتخابات حرة في بلاده، وفاز بها، لكن ربما باستثناء الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لم يحاول أي من قادة العالم الحر امتداحه. وفي إسرائيل أيضا قالوا أمس أنه “الحمد لله أن ارتحنا منه”. لكن من الناحية التاريخية، سيُذكر مرسي كأحد رموز الفترة العاصفة التي شهدها الشرق الأوسط، وخاصة مصر، في العقد الثاني من القرن الـ21″.
وأشارت بيري إلى أن “عصر مرسي كان قصيرا. والرئيس الأول الذي انتخب في انتخابات حرة في مصر بقي في المنصب سنة واحدة فقط”
ولفتت بيري إلى أنه خلال عام رئاسته “لم ينطق مرسي علنا باسم إسرائيل ولو مرة واحدة. كما أنه حرص على عدم ذكر اسم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وهذا ليس صدفة، ففي إسرائيل أيضا لم يتحمسوا للفظ اسمه، ومرسي وقيادة “الإخوان المسلمين” تعاونوا مع حماس في غزة، وكان التخوف من أن اندماج القوى هذا سيؤدي إلى تهديد أمني حقيقي”.
وتابعت بيري أنه “من حسن حظنا أن السيسي لم يعزل مرسي عن منصبه فقط، وإنما سارع إلى إدخاله هو وجميع قادة “الإخوان المسلمين” السجن. وتم إعدام بعضهم، لكن مرسي أفلت من مصير كهذا، وخلال محاكمته كان بإمكانه فقط أن يندم على اليوم الذي عين فيه السيسي وزيرا للدفاع، وسهل الانقلاب”.
وتطرقت بيري إلى تعامل نظام السيسي مع مرسي: “قبع مرسي سبع سنوات في السجن، سبع سنوات رأى خلالها محاولات قادة حماس لممارسة ضغوط من أجل تحريره تصطدم بسور منيع. ورأى سلفه، حسني مبارك، يحضر إلى المحكمة كشاهد ادعاء، يرتدي بدلة وقميصا وربطة عنق، بينما هو كان يجلس في قفص الاتهام، مرتديا بدلة رياضية متهلهلة. رئيسان سابقان، الواحد مقابل الآخر، في المحكمة – لحظة مؤسِسة في التاريخ المصري”.
شاهد أيضا قراءة في المشهد السياسي المصري بعد وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي، قناة الحوار (تغطية خاصة)
مرسي أيقونة الثورة
محمد مرسي، اسم هتفت به الشعوب في الميادين المصرية والعربية، ويبدو أنه سيتردد كثيرا في كتب التاريخ والسياسة، بعد أن دفع حياته ثمنا للحرية وارتقى أثناء محاكمته من طرف أناس خانوا ثقته وانقلبوا عليه.
وبعد أن كان أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، تحول إلى أول زعيم يموت في الأسر في تاريخ مصر وربما في تاريخ الأمة العربية كلها، فاستحق عن جدارة لقب “الرئيس الشهيد” وأصبح بالفعل “أيقونة” للثورة المصرية.
قال عنه كثير من المنصفين إن مرسي مات شهيدا وإنه “صدق ما عاهد الله عليه، ومن بين من نعوه كان العلامة الدكتور يوسف القرضاوى:(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) رحم الله الرئيس المصري الصابر المحتسب الدكتور محمد مرسي ، أول رئيس مصري ينتخبه الشعب بارادة حرة.. مات صابرا محتسبا .. وقد عانى في محبسه ما عانى .. اللهم تقبله عندك شهيدا راضيا مرضيا .. وعجل بكشف الغمة عن الأمة.
وقال الدكتور على القرة داغى، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: “حَكَمتَ فعَدلتَ فسُجنتَ فقُتِلتَ !
وقال الداعية الكويتي د. د.محمد العوضي: ” كانت أمنية أن نراه مجدداً حراً عزيزاً متوجاً كما اختاره أهل مصر عساه أن يكمل مشوار نهضة وإصلاح بدأه. لك! لله مشيئة وحكمة، لعلها شهادة. وأكرم بها من خاتمة.
علمنا كيف يكون التحدي والثبات على الحق، ثم رحل…رحمك الله وأسكنك بقدر ما صبرت وصدقت… فسيح جناته”
وقال عنه فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي:”إن التاريخ لن ينسى من ظلموا الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، ولن ينسى ما قدمه لشعبه”.
هذا غيض من فيض من بين ملايين التغريدات والأقوال التي قيلت بحق د. مرسي… رحم الله الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي.