- ما هي آخر التطورات في الانتخابات الأمريكية
قبل 48 ساعة من موعد إجراء الانتخابات الأمريكية الأصعب أظهر أخر استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN الأمريكية انقسامًا شديدًا بين الناخبين الأمريكيين حول المرشحين نائبة الرئيس بايدون، كاميلا هاريس، وبين الرئيس السابق دونالد ترامب.
لم تحقق نائب الرئيس، كامالا هاريس ولا الرئيس السابق، دونالد ترامب، أي تقدم واضح في السباق إلى البيت الأبيض في ولايتين جنوبيتين رئيسيتين، وفقًا لاستطلاعات الرأي الجديدة التي أجرتها شبكة CNN وSSRS.
وينقسم الناخبون المحتملون في جورجيا 48% لترامب و47% لهاريس، وفي كارولينا الشمالية، تبلغ نسبة دعم هاريس 48% مقابل 47% لترامب، مما يشير إلى عدم وجود زعيم واضح في أي من المتنافسين.
وبينما السباق الأصعب في الانتخابات الأمريكية يحتدم، أدلى 60 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم في التصويت المبكر مما يُعد إقبلًا تنافسيًا يشجع آمال كلا المعسكرين الجمهوري والديمقراطي للفوز بمقعد الرئيس. من الدلائل الهامة التي يخبرنا بها التصويت المبكر لهذا العام هو أن الناخبين أصبحوا أكثر إقبلًا على التصويت المبكر مما سبق. حيث يعد التصويت المبكر هذا العام الأعلى مقارنة بعام 2016 – حين كان الرقم 47.2 مليون صوت، وعام 2012 – إذ كان 46.2 مليون صوت. في الوقت الحالي تشير التقديرات إلى أن 39% من الديمقراطيين يشاركون في التصويت المبكر، مقابل 36% من الجمهوريين، إلا أن الجمهوريون يقولون إن مزيدًا من مؤيديهم يصوتون مبكرًا وفقًا لاستطلاعات الرأي.
ولأن الانتخابات الرئاسية تقوم وفق نظام انتخابي يُنتج مجمّعاً من الناخبين الكبار بحسب كوتا لكلّ ولاية أمريكية، وينتخب المجمّع المذكور الرئيس، فإن المعركة صارت اليوم محصورة تقريباً في سبع ولايات «متأرجحة»، إذ أن باقي الولايات تبدو محسومة النتائج مسبقاً بسبب نسيجها السكاني وتاريخها الانتخابي. والولايات السبع هذه هي بنسلفينيا وميشيغان وكارولَينا الشمالية وجورجيا وأريزونا ونيفادا وويسكنسون، وتبذل حملتا هاريس وترامب جهوداً استثنائية فيها، لما لكلّ منها من تأثير على النتائج النهائية.
- لماذا هذه الجولة من الانتخابات هي الأصعب
يؤكد الواقع ما يشير إليه الخبراء والمراقبين أن سباق الانتخابات الأمريكية ربما يكون واحدًا من أصعب سباقات الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية. ونستطيع إجمالًا التأكيد أن صعوبة السباق والاختيار لدى الناخب تكمن في شخصية المرشحين الرئيسيين. فالأول هي نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس والثاني هو الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب. إن أهم ما يميز هذه الانتخابات هو حدة الانقسام الشديد الذي طال كافة عتبات المجتمع الأمريكي. لقد فرضت تطورات المشهد السياسي والانتخابي على الناخب الأمريكي الاختيار بين السيء والأسوأ.
هناك الكثير ممّا يبرّر الغضب على هاريس ويدعو إلى محاسبة الديمقراطيين عامة وإدارة جو بايدن بخاصة، التي ساهمت في تمويل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد فلسطينيي غزة، عبر إمداد تل أبيب بـ18 مليار دولار في عام واحد وبآلاف الأطنان من الذخائر التي لولاها لما استمرّت الحرب بنفس الوتيرة، إضافة إلى استخدامها دفاعاتها الجوية للذود عن إسرائيل ولجوئها إلى حق النقض مرّتين في مجلس الأمن منعاً لقرارات تدينها أو تطلب منها وقف إطلاق النار.
والكارثة في الجانب الآخر الذي يمثله الرئيس الأسبق ترامب، حيث أنه قد يتخطّى إدارة بايدن والديمقراطيين سوءاً تجاه الفلسطينيين، ولديه نزاعات داخلية وفي السياسة الخارجية ستنعكس سلباً عليهم أيضاً في المستقبل المنظور. وهو يحمل فوق ذلك خطاباً عنصرياً ورهانات لا يمكن التقليل من أثرها سياسياً على قضايا عديدة، تشمل فلسطين وتتخطاها.
في الداخل الأمريكي يتعهّد ترامب بطرد مهاجرين وبوقف وصول آخرين، ويستخدم مصطلحات بذيئة وعنصرية تجاههم. وهو سبق أن هدّد الأجانب من بين الطلاب الجامعيين المتظاهرين دعماً لفلسطين بترحيلهم من أمريكا، وشتم في أكثر من مناسبة هيئات حقوقية وصحافية عدّها يسارية لإثارتها قضايا حقوق الإنسان ودفاعها عن الحرّيات العامة والخاصة. وما من شكّ في أن إشاعة مناخ عنصري وقمع التحرّكات الطلابية والحدّ من بعض الحرّيات ستكون له آثار سلبية على المتضامنين مع فلسطين ومع قضايا أخرى، وسيعزّز من خطاب إسلاموفوبي ومُعاد للأجانب تستفيد منه إسرائيل وحلفاؤها.
يعي جزء كبير من المجتمع الأمريكي أن إذا فاز ترامب بسباق الرئاسة يعني أن المخاطر التي يمكن لإدارة ترامب أن تتسبّب بها تفوق ما يمكن لهاريس التسبّب به، وأن سوء السياسات ضمن إدارة بايدن تجاه فلسطين وتواطؤه مع إسرائيل قد يصبح أشدّ قسوة وأوسع ضرراً إن دخل ترامب إلى البيت الأبيض.
يؤيد طرح أن هذه الانتخابات هي الأسوأ ما قاله الكاتب جورج ويل في عموده في واشنطن بوست “إن الخيارات المتاحة في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس هي الأسوأ في تاريخ الانتخابات الأميركية”.
ووصف الكاتب ترامب بأنه “بركان من الأفكار العشوائية ونوبات الغضب”، في حين اعتبر هاريس غامضة ومتعددة القناعات، مما يعني أنها قد تتخلى عن معتقداتها الجديدة بالسهولة نفسها التي هجرت فيها نهجها التقدمي السابق.
- ما هي الولايات الحاسمة في الانتخابات
تتركز المعركة على سبع ولايات متأرجحة رئيسية: بنسلفانيا، ميشيغان، ويسكونسن، جورجيا، كارولاينا الشمالية، أريزونا، ونيفادا. ومع تباين آراء الناخبين حول قضايا الاقتصاد، الهجرة، والتنوع السكاني، تلعب هذه القضايا دورا حاسما في رسم مسار الانتخابات. ووسط توقعات بأن يكون السباق محسوما بفارق بسيط، قد تكون بضعة آلاف من الأصوات كافية لترجيح الكفة لصالح أحد المرشحين.
بنسلفانيا
تعد بنسلفانيا من أهم هذه الولايات، حيث تشهد منافسة شرسة بين الطرفين. فقد فاز فيها ترامب بفارق ضئيل في 2016، وكذلك بايدن في 2020.
وتسعى هاريس لاستعادة دعم الطبقة العاملة من خلال التركيز على مشاريع البنية التحتية وخلق فرص العمل، بينما يعتمد ترامب على سكان الريف. تميل المدن الكبرى مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ نحو نائبة الرئيس، في حين يعتمد الرئيس السابق على سكان الريف.
ميشيغان
في ميشيغان، معقل صناعة السيارات، يبرز دور الناخبين المسلمين وذوي الأصول العربية، مع تأثير محتمل لموقف الإدارة من الصراع في غزة.
وقد حصلت هاريس على دعم اتحاد العمال الرئيسي في قطاع السيارات، بينما يركز ترامب على قضايا تكاليف المعيشة لجذب الطبقة الوسطى. هذا الصراع يعكس أهمية القضايا الاقتصادية والديمغرافية في هذه الولاية.
ويسكونسن
في ويسكونسن، مهد الحزب الجمهوري، يسعى الديمقراطيون لجذب الجمهوريين المعتدلين، مشيرين إلى ما يصفونه بالتهديد الوجودي للديمقراطية الذي يمثله ترامب.وقد نظم الجمهوريون مؤتمرهم الرئيسي في هذه الولاية، مؤكدين على أهميتها الاستراتيجية. ويأمل الديمقراطيون في تعزيز موقفهم بالإشارة إلى أهمية الحفاظ على القيم الديمقراطية.
جورجيا
تركز هاريس على الناخبين السود والشباب، بينما يعتمد ترامب على الناخبين المتدينين.وتأمل هاريس في جذب الأقليات في أتلانتا رغم الصعوبات في الحصول على أصوات الرجال السود. تعتبر جورجيا مثالا على التحولات الديموغرافية والسياسية في الجنوب الأمريكي.
كارولاينا الشمالية
في كارولاينا الشمالية، رغم ميلها التقليدي للجمهوريين، يشتد التنافس مع وجود حاكم ديمقراطي للولاية. وقد أثارت تصريحات ترامب حول إعصار هيلين الأخير جدلا، لكن تأثيرها على الناخبين لا يزال غير واضح.
وتعتمد هاريس، كما في جورجيا، على دعم الأمريكيين من أصل أفريقي والشباب. يمثل هذا التنافس انعكاسا للانقسامات السياسية العميقة في الولايات الجنوبية.
أريزونا
في أريزونا، تبرز قضية الهجرة كموضوع محوري، مع أهمية الناخبين من أصول لاتينية، وتأثير الوافدين الجدد من الولايات المجاورة.وقد أحدثت الولاية مفاجأة في 2020 بتصويتها لصالح بايدن، ورغم طرح ترامب لموضوع الهجرة غير الشرعية بعبارات قاسية، فإن هناك أملا بفوز هاريس فيها، خاصة بعد انتخاب حاكمة ديمقراطية في 2022. تعكس أريزونا التغيرات السكانية والسياسية في المناطق الحدودية الغربية.
نيفادا
تشهد نيفادا تحولات في توجهات الناخبين، خاصة بين المواطنين من أصول لاتينية، ما يجعلها ساحة تنافس مهمة رغم صغر حجمها النسبي.ويعول الديمقراطيون على الموظفين الشباب والمتعلمين القادمين من الولايات المجاورة للعمل في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، بينما يعتقد المحافظون أنهم قادرون على تغيير الوضع السائد بالاعتماد على المواطنين من أصول لاتينية، الذين يبتعدون بشكل متزايد عن الحزب الديمقراطي.
وتسلط نيفادا الضوء على التحولات الاقتصادية والديمغرافية في الغرب الأمريكي.
- لمن سيصوت العرب والمسلمين في الولايات المتحدة؟
في ظل انتخابات تشهدًا تنافسًا شديدًا للدرجة التي يستحيل توقع من سيكون الرئيس الأمريكي القادم، يتنافس كلا من الجمهوريون والديمقراطيون على أصوات العرب والمسلمين في الولايات المتحدة وخاصة في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان التي يوجد فيها أكبر تجمع عربي في الولايات المتحدة، وهو تجمع غاضب بسبب دعم إدارة جو بايدن المستمر للحرب الإبادية في غزة.
وتنبع أهمية التكالب الجمهوري والديمقراطي على ولاية ميشيغان من وجود 310.000 عربي ومسلم فيها. ومع ذلك لا تتجاوز نسبة تقدم هاريس فيها عن 0.4 في المئة. ورغم حاجة الديمقراطيين للصوت العربي والمسلم في هذه الولاية إلا أنهم لم يأخذوا بالاعتبار حساسية الموقف وأهمية تقديم تطمينات للناخبين المسلمين وخاصة في غزة والإبادة فيها، بل تميز خطابهم بالفوقية، تماما مثل رفضهم أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للحزب في ميشيغان في آب/أغسطس، منح صوت فلسطيني أو مسلم للتحدث على المنصة أمام الوفود المشاركة.
ولأن الديمقراطيين يفترضون أن الناخب الأمريكي الحريص على الديمقراطية لا خيار أمامه إلا انتخاب هاريس، فهم يتجاهلون الكثير من القضايا التي تؤثر على المجتمعات العربية، سواء الحرب في غزة أو استخدام أموال دافع الضريبة لدعم إبادة جماعية تجري منذ عام وعلى الهواء مباشرة.
واللافت أن بعض المسلمين والعرب الذين دعموا بايدن في حملته الانتخابية عام 2020 ابتعدوا هذه المرة عن المرشحة الديمقراطية. وقد أعلنوا عن مواقفهم منذ وقت طويل وعندما كان المرشح الديمقراطي هو بايدن، قبل أن يجبره قادة الحزب على التنحي وفتح المجال أمام نائبته كامالا هاريس التي رحب العرب والمسلمون بداية في ترشيحها على أمل أن تغير من موقفها وتبعد نفسها عن بايدن الذي ظل متمسكا بصهيونيته حتى النهاية ولا يزال يرسل الأسلحة والعتاد لدعم إسرائيل في الحروب التي فتحتها في غزة ولبنان والضفة الغربية وإيران وسوريا والعراق واليمن، وبدون أن يكون لديها أي خطة خروج، سوى القضاء على أعدائها في المنطقة وإعادة بناء نظام جديد يخدم المصلحة التي يريدها نتنياهو والمتطرفون من حكومته والمصالح الأمريكية.
من جانبها، خيبت هاريس توقعات المسلمين والعرب الأمريكيين عندما قدمت تصريحات غامضة داعمة لوقف إطلاق النار وفي الوقت نفسه ظلت ملتزمة بتقديم كل الدعم الذي تريده إسرائيل بما في ذلك الأسلحة التي لم تتوقف. وهو ما قاد الكثير من الناخبين العرب والمسلمين لإعادة النظر في دعمهم للديمقراطيين والبحث عن مرشح ثالث للتصويت له، وهذا ما يبدو أنه سيحدث، فحظوظ مرشحة حزب الخضر جيل ستاين متقاربة في بعض الأحيان مع هاريس بين المسلمين والعرب في أمريكا الذي يقول عدد منهم إنهم رغم خيبتهم، سيصوتون لهاريس لأن الخيار الآخر أسوأ. وهناك فئة تخطط ان تظل في بيوتها وتمتنع عن التصويت وفئة صغيرة قررت دعم ترامب، حيث ظهر عدد من قادة العرب والمسلمين في تجمع انتخابي لترامب ووصفهم بالناس الطيبين وقال أحدهم إنهم قرروا دعم ترامب لأنه سيجلب السلام، حسب الإمام بلال الزهيري الذي تمت مشاركة كلمته بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
للعرب والمسلمين في كافة بقاع الأرض إرث سلبي مع الرئيس الأمريكي الأسبق والمرشح الجمهوري الحالي، دونالد ترامب بسبب سياساته التي تعادي العرب والمسلمين خاصة حينما أصدر قانون. أصدر ترامب الأمر التنفيذي رقم 13769 الذي فرض قيودًا صارمة على السفر إلى الولايات المتحدة لمواطني إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. في أعقاب الاحتجاجات والطعون القانونية، صدر أمر ثان، وهو الأمر التنفيذي 13780، بتعديل بعض أحكام الأمر الأول، وإزالة العراق من القائمة.
حاليًا يعادي ترامب شعور المسلمين والعرب في الولايات المتحدة حين أعلن التزامه بأمن إسرائيل ووعد بترحيل الطلاب المعارضين لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة. صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن ترامب يحاول الضغط على مجموعة من المسلمين والعرب لمنح أصواتهم له، متجاهلا سنوات من الإسلاموفوبيا والشتائم والإهانات التي وجهها لهم إلى جانب تجريدهم من إنسانيتهم. ونسي أنه في الشهر الماضي كان يعد جمهوره بأنه سيعيد قرار حظر المسلمين. وزعم في الصيف، كاذبا أن هاريس تريد إرسال الآلاف من المتعاطفين مع الجهاد إلى ولاية مينسوتا وأن الحزب الديمقراطي يريد تحويل وسط الغرب الأمريكي إلى الشرق الأوسط. ويشعر ترامب مثل الديمقراطيين بضرورة الحصول على أصوات المسلمين والعرب لأن النسب متقاربة مع منافسته في استطلاعات الرأي وخاصة في المناطق المتأرجحة، ولهذا فأنه يرى أهمية التملق للمسلمين الذي صدق بعضهم وعوده.
مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية ( كير ) أعلن عن نتائج أحدث استطلاع للرأي حول تفضيلات المسلمين في الولايات المتحدة في الانتخابات. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 42% يفضلون مرشحة الحزب الأخضر جيل شتاين للرئاسة بينما يفضل 41% نائبة الرئيس كامالا هاريس.
كما أظهر استطلاع الرأي الذي تم على 1449 ناخبًا مسلمًا تم التحقق من هويتهم، وأُجري في المدة من 30 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول، باستخدام ملف الناخبين الوطني أن 10% يؤيدون الرئيس السابق دونالد ترامب (من الحزب الجمهوري)، وهو الدعم نفسه الذي حصل عليه في استطلاع أغسطس (آب) بنسبة 11%.
كما ذكر معهد دراسة السياسات الاجتماعية والتقارب، الذي يقع في ولاية ميشيغان، في أحدث تقرير له، إن المجتمع الإسلامي في هذه الانتخابات يبدو أكثر توحدًا من أي وقت مضى بشأن قضية سياسية؛ وهو موقف الحكومة الأميركية من حرب غزة.
- ما هي سيناريوهات نتائج الانتخابات؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست تحليلًا غاية في الأهمية للكاتب آرون بليك يرصد أهم 7 سيناريوهات تتجه إليها الانتخابات الأمريكية التي ستعقد في الخامس من هذه الشهر. جاءت السيناريوهات كالتالي:
- فوز هاريس من خلال “الجدار الأزرق”
هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا، وفقا لمتوسطات استطلاعات الرأي في صحيفة واشنطن بوست، وهو مرجح عن غيره بفارق نقطة واحدة فقط، والسبب في ذلك هو أن هاريس تتمتع حاليا بتقدم طفيف في 4 من الولايات السبع المتأرجحة، وهي ميشيغان ونيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا، مما يسمح لها بالحصول على 276 صوتًا مع أن المطلوب هو 270 صوتا.
وكل ما تحتاجه هاريس في هذه الحالة هو ولايات الجدار الأزرق، أي التي يتمتع فيها الديمقراطيون بالأغلبية، وهي الولايات الشمالية الثلاث، التي تضاف لها الدائرة الثانية في الكونغرس في نبراسكا، حيث تتقدم هاريس بنحو 10 نقاط، مما يجعلها تحصل على 270 صوتا بالضبط.
ومع ذلك أشار المحلل إلى أن الناخبين البيض وكبار السن الذين يميلون عادة إلى الجمهوريين، قد يغيرون سير هذا السيناريو، رغم أن هذه الولايات المتأرجحة كانت قبل ظهور المرشح الجمهوري دونالد ترامب ديمقراطية نسبيا.
- فوز ترامب من خلال الشرق
طريق ترامب إلى النصر أصعب قليلا وقد بدا أن حملته تضع الكثير من الثقة في 3 ولايات بالشرق، هي جورجيا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا، رغم أن استطلاعات الرأي قلصت فرصه في بنسلفانيا إلى أقل من نقطة واحدة لصالح هاريس، مع أنه حافظ على تقدم طفيف في جورجيا، كما أنه قد يوسع تقدمه الطفيف في ولاية كارولينا الشمالية.
وإذا ذهب ترامب في هذا المسار، فقد تلعب مكاسبه مع الناخبين السود دورًا مهما، لأن جورجيا وكارولينا الشمالية لديها أكبر عدد من السكان السود بين الولايات المتأرجحة، واقترح هو وحلفاؤه أن تجربته في الملاحقة القضائية يمكن أن توسع جاذبيته بين الرجال السود الذين يشعرون بأنهم مستهدفون بشكل غير عادل من قبل نظام العدالة.
- ترامب يركب حزام الشمس
وذهب الكاتب إلى أن المسار الأكثر منطقية بالنسبة لترامب يمر في الغالب عبر النصف الجنوبي من البلاد، مع ضرورة إضافة ولاية شمالية، وقد قدمته استطلاعات الرأي في ولايات حزام الشمس، وخاصة أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية.
ولكن الجانب السلبي بهذا المسار هو أنه يتطلب من ترامب الفوز بمزيد من الولايات، لأنه حتى لو فاز بهذه الولايات الأربع، فسوف يضطر إلى جلب واحدة من الولايات الشمالية.
الولايات الثلاث التي يتقدم فيها ترامب هي أيضا ولايات كانت جمهورية بشكل موثوق حتى وقت قريب، بحيث لم تتحول أريزونا وجورجيا إلى اللون الأزرق قبل عام 2020، منذ التسعينيات، وتحولت كارولينا الشمالية إلى اللون الأزرق مرة واحدة فقط منذ السبعينيات في عام 2008.
- فوز ساحق لهاريس
من المحتمل جدا أن تنتصر هاريس، وذلك بسبب تقدمها في استطلاعات الرأي الوطنية حاليا بنقطتين، وذلك يسمح لها بأن تكتسح الولايات السبع المتأرجحة، ولكن إذا كانت استطلاعات الرأي غير دقيقة كما كانت عام 2012 عندما قللت من فوز الرئيس السابق باراك أوباما، فإنها ستفوز بـ5 ولايات متأرجحة على الأقل وحوالي 300 صوت انتخابي.
وإذا نجحت هاريس في ذلك، فسنتحدث كثيرا عن كيفية قيام النساء بشكل كبير من أجلها، ليس فقط لأنها ستكون أول رئيسة أنثى، ولكن أيضا بسبب حقوق الإجهاض، وقد ثبت أن هذه قضية قوية في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 بعد أن قدّم الديمقراطيون أحد أفضل العروض في التاريخ الحديث لحزب الرئيس الحالي.
وإذا فازت هاريس بشكل ساحق، فقد يكون السؤال هو مدى قربها من الفوز في ولاياتها الممتدة مثل فلوريدا وتكساس التي ستكون بلا شك مثل الكرز على الكعكة بالنسبة لها أي لتعزيز الانتصار، بدلا من أن تكون حاسمة في الحسابات الانتخابية.
- فوز ساحق لترامب
كما سيخبرك أي شخص يراهن على الانتخابات، وكما يدرك أي ديمقراطي مذعور، فإن استطلاعات الرأي قللت من شأن ترامب في عامي 2016 و2020، وبالتالي إذا كانت استطلاعات الرأي في كل ولاية مخطئة بقدر ما كانت في عام 2016، فإن ترامب سيفوز بكل الولايات المتأرجحة باستثناء نيفادا، وإذا كانت مخطئة كما كانت في عام 2020، فإن ترامب سيفوز بالولايات السبع المتأرجحة. وفي كلتا الحالتين، فإن هامش المجمع الانتخابي سوف يبدو مشابها إلى حد كبير لما كان عليه عام 2016، عندما فاز ترامب بـ306 أصوات انتخابية، ولكنه هذه المرة، ربما يجمع بين ذلك وفوزه بالتصويت الشعبي، على عكس خسارته بنقطتين قبل 8 سنوات.
أما كيف يمكن أن يحدث هذا، فذلك يعود إلى أن المكاسب الكبيرة التي حققها ترامب في استطلاعات الرأي بين الناخبين السود واللاتينيين -خاصة الرجال- ستتحقق في يوم الانتخابات، وربما تتحول مجموعات أخرى إلى ترامب مع إحجام الناخبين عن التصويت لامرأة بطرق لم تظهر في استطلاعات الرأي.
ومن المرجح أيضا أن تلعب حقيقة أن ترامب يبدو أكثر شعبية مما كان عليه في حملة عام 2016 أو عام 2020 دورا في هذا، عندما كان حوالي 4 من كل 10 أمريكيين فقط يحبونه.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن متوسط شعبية ترامب تجاوز 43%، كما أن نسبة الموافقة على رئاسته أعلى من ذلك. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي أن 51% من الناخبين في الولايات السبع المتأرجحة يوافقون على رئاسته. وهذا أعلى من أي وقت مضى عندما كان في منصبه، باستثناء الأيام الأولى.
- سيناريو غير متوقع
إن المسارات المذكورة أعلاه وسيناريوهات الفوز تتجاهل الاحتمال الحقيقي بأن نرى شيئا غير متوقع لا يبدو منطقيا على الإطلاق، وهو أن تكون الولايات الشمالية وولايات حزام الشمس منقسمة، وقد يحدث ذلك لعدة أسباب.
ربما تخسر هاريس ولاية شمالية لكنها تعوض ذلك بولاية نيفادا وكارولينا الشمالية، وهي الولاية التي فاز بها ترامب مرتين ولكن عدد سكانها يتغير بسرعة، وحيث يشعر الجمهوريون بالقلق بشأن ضعف الإقبال في المناطق المؤيدة لترامب والتي تضررت بشدة من إعصار هيلين.
وربما يفوز ترامب بأريزونا وميشيغان وكارولينا الشمالية وجورجيا، لأن هذه الولايات متقاربة بما يكفي بحيث يمكن أن تتأرجح في أي اتجاه.
وفي كل انتخابات نرى ولايات تفاجئنا، وتوضح أخطاء استطلاعات الرأي. فلم تكن كلينتون تولي ويسكونسن اهتماما كبيرًا في عام 2016 باعتبارها ولاية مضمونة، لكنها خسرتها.
- سيناريو التعادل
التعادل ليس محتملا، ولكن من الناحية النظرية يمكن أن يكون لدينا تعادل 269-269 في المجمع الانتخابي، وقد يحدث ذلك عند فوز هاريس في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن مع خسارتها في الباقي وفي الدائرة الثانية في نبراسكا، حيث تتمتع بتقدم كبير في استطلاعات الرأي.
وبافتراض فوز هاريس كما هو متوقع في الدائرة الثانية في نبراسكا، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا للتعادل هو أن يفوز ترامب في بنسلفانيا وميشيغان وكارولينا الشمالية أو جورجيا، دون أن يفوز في أي ولاية متأرجحة أخرى.
في هذه المرحلة، سيكون لدينا ما يسمى “الانتخابات الطارئة”، حيث ينتخب مجلس النواب الرئيس من خلال الإدلاء بصوت واحد لوفد كل ولاية، وسيعتمد الحزب الذي يسيطر على أكبر عدد من الوفود على نتائج انتخابات 2024، ولكن احتمالات فوز الجمهوريين أكبر في الوقت الحالي.
وربما يكون هذا السيناريو هو الأقل احتمالا، ولكن مع وجود كل الاحتمالات على الطاولة، فلا يمكن استبعاده.