في الحادي والثلاثين من شهر تموز/يوليو 2024 اغتالت دولة الإحتلال الإسرائيلي رئيس وزراء فلسطين الأسبق ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس القائد إسماعيل هنية، وذلك في العاصمة الإيرانية طهران حيث حضر للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. قُتل إلى جانبِ هنية حارسه الشخصي القيادي الميداني في كتائب القسّام وسيم أبو شعبان.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية (إرنا): إن الضربة وقعت حوالي الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي باستخدام قذيفة موجهة جوًا، وأشارت إلى أن التحقيقات جارية لتحديد الموقع الذي أطلقت منه القذيفة.
وأضافت وكالة أنباء فارس التابعة للدولة: إن هنية كان يقيم في شمال طهران في أحد المساكن الخاصة بالمحاربين القدامى -وهي دار ضيافة يستضيف فيها الحرس الثوري كبار الشخصيات التي تزور طهران وتقع تحت حمايته-، وكان يتواجد في طابق آخر من ذات المبنى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة.
ومن جانبها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها أن هنية اغتيل إثر استهدافه بغارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.
كما أصدرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بيانًا وصفت فيه عملية الاغتيال بأنها حادثة خطيرة سيكون لها تداعيات كبرى على المنطقة بأسرها.
مثَّل اغتيال إسماعيل هنية أكبر خسارة في صفوف قادة حركة حماس مُنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى. لم تُعرف بعد الطريقة التي قُتل بها هنية على وجه الدقّة، كما لم تُعلن إيران عن تحديثات جديدة في مسار التحقيق الذي فتحته حول عمليّة الاغتيال هذه، وتراوحت التقديرات بين ضربة صاروخية أو غارة جويّة أو حتى عبوة ناسفة فُجّرت عن بُعد، فيما التزمت دولة الاحتلال الصمت فلم تتبنَّ العملية بشكلٍ رسمي، ولم تُعلن عن تفاصيلها بل ومنعت الوزراء وغيرهم من الساسة والحكوميين من الحديث عد أيّ تفاصيلٍ تخصُّ هذه العملية. على الجانب المُقابل توعَّدت إيران عبر مختلف قادتها بما في ذلك المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بالانتقامِ لدم إسماعيل هنية والردّ على دولة الاحتلال في قلبها.
يُشكل اغتيال هنية حدثًا صادمًا يمكن أن تكون له تداعيات كبيرة على الساحة السياسية في الشرق الأوسط. فقد كان هنية يقود المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار والإفراج عن أسرى الكيان لدى المقاومة الفلسطينية.
غموض حول كيفية اغتيال هنية
لايزال الغموض يحيط بحادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، حيث تدور سيناريوهات الاغتيال كالتالي:
في بيان مقتضب أعلن الحرس الثوري الإيراني بأن الاغتيال حدث نتيجة قذيفة أطلقت من الجو، في الوقت الذي أشارت فيه حماس إلى أن هنية تم اغتياله عن طريق غارة إسرائيلية ضربت مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران.
وأكد ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي أن حادثة الاغتيال حصلت عبر استهداف غرفة هنية بمقذوف جوي واستدل على ذلك بآثار الانفجار على الغرفة، وقال في حديث لـموقع العربي الجديد، الجمعة: “إن الشهيد هنية توجه بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى مقر إقامته في شمال طهران، مشيراً إلى أن مقر الإقامة لم يكن سريًا وكان معروفًا لدى الكثير من الناس، وخاصًا بكبار الضيوف القادمين إلى البلد، و في تمام الساعة 01:37 دقيقة، حدثت صدمة للمبنى، فخرجت من المكان الذي كنت فيه، فرأيت دخانًا كثيفًا، وبعد ذلك عرفنا أن الحاج أبو العبد قد استشهد”، مشيراً إلى أنه “كان هناك وميض”. وأضاف: “من شدة الصدمة التي حصلت للمبنى، ظننت أنه حصل رعد أو زلزال، ففتحت النافذة ولم أجد مطرًا أو رعدًا، فالجو كان حارًا، وذهبنا إلى الطابق الرابع الذي كان فيه الشهيد فوجدنا أن جدار وسقف المكان الذي كان فيه قد سقطا وتدمرا”. وتابع القدومي: “من الواضح من شكل المكان بعد الهجوم وما حدث له، ومن جثة الشهيد القائد إسماعيل هنية، أن الاستهداف قد تم بواسطة مقذوف من الجو، سواء كان صاروخا أو قذيفة”، مشيرا إلى أنه لا يريد خوض تفاصيل أكثر”حيث هناك فرق فنية تخصصية من الأشقاء في الجمهورية الإسلامية تقوم بالتحقيق وستعلن عن النتائج لاحقا”.
تقرير نيويورك تايمز يسبب لغطًا دوليًا
وفي مفاجأة لفتت انتباه المراقبين أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية -وفقًا لخمس من المسؤولين في الشرق الأوسط- أن إسماعيل هنية لم يتم اغتياله بصاروخ وإنما اغتيل بقنبلة تم تثبيتها قبل حوالي شهرين في غرفته ببيت الضيافة الذي هو جزء من مجمع كبير يُعرف باسم نشاط في حي راقٍ في شمال طهران، والذي يديره ويحميه الحرس الثوري الإيراني بطهران. وقال المسؤولون إن هنية، الذي كان يقود المكتب السياسي لحماس في قطر، قد أقام في بيت الضيافة عدة مرات عند زيارته لطهران. أضاف المسؤولون الخمسة إن القنبلة تم تفجيرها عن بُعد بمجرد التأكد من أنه كان داخل غرفته في بيت الضيافة. فيما أسفر الانفجار عن مقتل أحد الحراس الشخصيين. تحدث جميع المسؤولين بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمشاركة تفاصيل حساسة حول عملية الاغتيال.
وفقًا لاثنين من المسؤولين الإيرانيين، أعضاء الحرس الثوري الذين تم اطلاعهم على الحادثة، هزّ الانفجار المبنى وحطم بعض النوافذ وتسبب في انهيار جزئي لجدار خارجي -كان هذا الضرر واضحًا أيضًا في صورة المبنى التي شاركوها مع صحيفة نيويورك تايمز-.
كما اتضح، تمكن القتلة من استغلال نوع مختلف من الثغرات في دفاعات إيران؛ ثغرة في أمن مجمع يُفترض أنه محروس بإحكام سمحت بزرع القنبلة وبقائها مخفية لعدة أسابيع قبل أن يتم تفجيرها في نهاية المطاف. وقال ثلاثة من المسؤولين الإيرانيين إن هذه الثغرة كانت فشلًا كارثيًا في الاستخبارات والأمن لإيران وإحراجًا كبيرًا للحرس الذي يستخدم المجمع للاجتماعات السرية واستضافة الضيوف البارزين مثل هنية. لم يتضح بعد كيف تم إخفاء القنبلة في بيت الضيافة. قال المسؤولون في الشرق الأوسط إن التخطيط لعملية الاغتيال استغرق أشهرًا ويتطلب مراقبة مكثفة للمجمع. وقال المسؤولان الإيرانيان اللذان وصفا طبيعة الاغتيال إنهما لا يعلمان كيف أو متى تم زرع المتفجرات في الغرفة. انتهى تقرير الصحيفة.
رواية الحرس الثوري الإيراني وتطابقها مع رواية حماس
عقب نشر تقرير نيويورك تايمز بساعات، نشرت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري الإيراني تقريرًا عن ملابسات حادثة الاغتيال، أكدت فيه أنه حدث عبر إطلاق قذيفة، وقالت الوكالة الإيرانية إن التحقيقات الأولية بشأن اغتيال هنية ومرافقه تظهر أنها نُفذت عبر إطلاق قذيفة أدت إلى تدمير جزء من سقف المكان والنوافذ، وأضافت نقلاً عن مصادرها أن هنية كان في الطابق الرابع من المبنى في منطقة زعفرانية شمال طهران، موضحة أنه بات مؤكدًا أن “الكيان الصهيوني هو الذي خطط لهذا العمل الإرهابي ونفذه”، مشيرة إلى أن “المزيد من التفاصيل سيُنشر إن اقتضت الحاجة”.
ورغم اتفاق رواية حماس مع رواية وكالة فارس، إلا أن الطرفين لم يذكرا تفاصيل تخص طريقة إطلاق الصاروخ أو القذيفة، ما فتح أيضًا المجال لطروحات تتحدث عن طائرة إسرائيلية أطلقته من الجو، في حين ذهبت تحليلات أخرى إلى أنه أُطلق من داخل إيران مستندة بذلك إلى تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي يوم الخميس رداً على سؤال بشأن اغتيال هنية: “لم نهاجم إيران جوًا”، وأضاف: “قتلنا فؤاد شكر (القيادي في حزب الله) في لبنان، لكن لم تكن هناك غارة جوية أخرى إسرائيلية في الشرق الأوسط كله بعد ذلك”.
استمرارًا للتحقيقات قامت السلطات الإيرانية باعتقال أكثر من 20 شخصًا، من بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار الضيافة التي يديرها الجيش في طهران، “ردًا على خرق أمني ضخم ومهين مكن من اغتيال القيادي في حماس إسماعيل هنية” وفقاً لإيرانيين مطلعين على التحقيق.
وقد تولت وحدة الاستخبارات المتخصصة في التجسس التابعة للحرس الثوري التحقيق، وتطارد المشتبه بهم على أمل أن تقودهم إلى أعضاء فريق الاغتيال الذي خطط وساعد ونفذ عملية القتل، وفقًا لمسؤولين إيرانيين طلبا عدم الكشف عن هويتيهما بسبب الطبيعة الحساسة للتحقيقات.
ممثل حماس في إيران ينفي الرواية الأمريكية
فيما نفى ممثل حماس في إيران، خالد القدومي، رواية صحيفة نيويورك تايمز و روايات مضللة مماثلة في الصحافة الإسرائيلية، عن زرع قنبلة تحت سرير رئيس المكتب السياسي لحماس في مكان إقامته، وكذلك مزاعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري عن عدم تنفيذ هجوم إسرائيلي جوي آخر لاستهداف شخصية أخرى في تلك الليلة سوى الهجوم الذي أدى إلى اغتيال القيادي فؤاد شكر. وأوضح القدومي أن رواية نيويورك تايمز وهاغاري تنفيها شهادات وحقائق على الأرض، مؤكدًا أن الهدف من هذه الروايات والتصريحات هو نفي المسؤولية المباشرة عن الاحتلال الإسرائيلي من أجل احتواء تبعات الجريمة والرد عليها. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي خطط ونفذ الجريمة بعلمٍ وموافقةٍ أمريكية، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية “شريكة فيها وأعطت الموافقة لنتنياهو لارتكابها خلال زيارته لواشنطن” الأخيرة.
على الضفة المقابلة فقد قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مصادر إسرائيلية تعتقد أن ترد ايران خلال الأيام القليلة المقبلة وربما نهاية هذا الأسبوع، على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية.
نتنياهو وسياسة الاغتيالات
لم تكن حادثة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية هي الوحيدة خلال الأيام الماضية، فقد أعلن جيش الاحتلال الصهيوني قبلها بيوم في الثلاثين من نفس الشهر يوليو/تموز 2024 أنه اغتال فؤاد شكر في غارة شنتها طائراته على مبنى بحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، بناءً على معلومات من الاستخبارات العسكرية. وفي اليوم التالي من الغارة، أكد حزب الله مقتل شكر في بيان رسمي، وأعلن العثور على جثمانه تحت ركام المبنى الذي استهدفته إسرائيل حسب ما نقلت وكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية. وأقام الحزب يوم الخميس الأول من أغسطس/آب مراسم تشييع لجثمان الحاج محسن، وألقى الأمين العام للحزب كلمة توعد فيها إسرائيل برد قاس.
اعلان اغتيال محمد الضيف
في الأول من أغسطس أيضًا، أعلن جيش الاحتلال اغتيال القائد العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، في غارة جوية على غزة في يوليو/تموز الماضي، فيما لم يصدر عن حماس أي تعليق رسمي حتى الآن. وكان جيش الاحتلال قد أعلن في منتصف يوليو/تموز الماضي عن تنفيذه غارة جوية على منطقة المواصي في خان يونس كانت تستهدف محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، واعتبرت حماس حينها، تلك الادعاءات الإسرائيلية محاولة للتغطية على حجم المجزرة المروعة، ووصفت الحركة قصف المواصي بأنها “مجزرة بشعة”. وأسفرت الغارة عن مقتل العشرات وإصابة آخرين في مخيم للنازحين، بحسب ما صرحت به وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “إن مقتل الضيف يشكل خطوة كبيرة في طريق القضاء على حركة حماس -بوصفها منظمة عسكرية وحكومية- وتحقيق أهداف الحرب على غزة”. في حين قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن تأكيد أو نفي استشهاد أي من قيادات القسام هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة، وما لم تعلن أي منهما فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قبل أي أطراف أخرى.
تشييع عابر للحدود والطوائف والأعراق.
بعد إعلان اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، أُقيمت مراسم تشييع جنازته الأولى في العاصمة الإيرانية طهران، والتي شملت تشييعًا رسميًا بحضور قادة الدولة الإيرانية. وأم المرشد الإيراني علي خامنئي الصلاة على هنية، وعقب أداء صلاة الجنازة حمل المشيعون جثمان هنية من جامعة طهران إلى ميدان أزادي، حيث جرت مراسم تشييع الجنازة. وسار موكب تشييع جثمان هنية من مصلى جامعة طهران، غرباً نحو ميدان آزادي، وتبلغ المسافة بينهما نحو 5 كيلومترات. وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي الإيراني نعشَي هنية وحارسه الذي قضى معه، مغطيَين بالعلم الفلسطيني خلال المراسم التي حضرها مسؤولون إيرانيون بارزون، من بينهم الرئيس مسعود بزشكيان وقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
وفي العاصمة القطرية الدوحة تمت مراسم التشييع الثانية والتي اتخذت طابعًا رسميًا بحضور أمير قطر، الأمير تميم بن حمد وكبار رجال الدولة القطرية، بالإضافة إلى ممثلين عن تركيا وبعض الدول الإسلامية، كما حضر الجنازة ممثلون عن الفصائل الفلسطينية المختلفة. كما اتخذت مراسم التشييع طابعًا شعبيًا؛ حيث ودع عشرات الآلاف من القطريين والأجانب هنية وسط هتافات للقضية الفلسطينية. وتُشير المراسم التي أُقيمت سواء في قطر أو إيران إلى مكانة هنية في كافة ربوع العالم الإسلامي، وأنه يمثل رمزية المقاومة الفلسطينية التي تحتل مكانة رفيعة بين المسلمين على اختلاف توجهاتهم و بلادهم.
ردود الأفعال في المقابل
أما في الكيان الصهيوني فقد قال مصدر مسؤول في جيش الاحتلال إنهم لا يعلقون على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية، في الوقت الذي لم تتبن دولة الاحتلال اغتيال هنية بشكل مباشر. وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية تراوح الحديث بين الاحتياطات الأمنية، أو الإشادة بعملية الاغتيال. بينما دخل سلاح الجو الإسرائيلي حالة من التأهب، وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن دولة الاحتلال تستعد لهجمات انتقامية في الضفة الغربية في أعقاب اغتيال هنية. فيما علق وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو بأن هذه هي الطريقة الصحيحة لتطهير العالم، وألا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الوهمية ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء المحكوم عليهم بالموت. وأظهرت مقاطع فيديو، قيام مجموعة من الإسرائيليين بتوزيع الحلوى في شوارع المُدن والبلدات الإسرائيلية احتفالاً بمقتل هنية حسب ما قاله نشطاء من دولة الاحتلال، وانتشرت تلك المقاطع بشكل واسع على الصفحات الإسرائيلية. وصلت حلوى الاحتفالات إلى مقر الكنيست الإسرائيلي في القدس، إذ انتشر مقطع فيديو لأحد الأشخاص وهو يقدم الحلوى لعضو الكنيست موشيه سعادة، والذي رفض بدوره أن يأخذها، وقال: “إنه حقًا يوم عظيم لأمة إسرائيل، لا أريد الحلوى، الأهم من ذلك هو أن نبقى في حالة وحدة دون انقسام”.
أما في البيت الأبيض فكان التعليق غامضًا واكتفى المتحدث باسم البيت الأبيض بقوله: “الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تتحدث عن مقتل إسماعيل هنية”.
توعد إيران واحتياطات غير مسبوقة في دولة الاحتلال
يمثل حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ضربة لسمعة إيران الدولية، حيث تم اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران أثناء مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد بما يثيره ذلك من تساؤلات حول حالة الأمن القومي الإيراني، خاصةً بعد حادث مقتل الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، الذي لاتزال تحوم حوله الكثير من الشبهات. هذا الخرق الأمني عالي الخطورة لإحدى بيوت الضيافة التابع للحرس الثوري الإيراني والذي نتج عنه اغتيال هنية دفع بالمسؤولين الإيرانيين إلى توعد دولة الاحتلال بردّ قاسٍ “يزلزل الكيان المحتل” وفق التصريحات الرسمية الإيرانية.
وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري:”إن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، حتمي وإن الكيان الصهيوني سيندم”. وأضاف باقري أن بلاده تدرس كيفية ردها وكذلك رد محور المقاومة، مؤكدا أنه يجب اتخاذ خطوات مختلفة. وقال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف -في كلمة خلال مراسم تشييع لهنية جرت في طهران- “إن لإيران الحق في الرد في الوقت والزمان المناسبين على من قتلوا هنية”.
صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أصدر أمرًا لإيران بضرب دولة الكيان بشكل مباشر، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، وفقا لمسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر. وقال المسؤولون الإيرانيون -ومن بينهم عضوان في الحرس الثوري- إن خامنئي أصدر الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بعد وقت قصير من الإعلان عن اغتيال هنية. وأكد المسؤولون للصحيفة الأميركية أن خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة وهو أيضًا القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصدر تعليماته للقادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش لإعداد خطط للهجوم والدفاع في حالة توسع الحرب وتوجيه الكيان الإسرائيلي أو الولايات المتحدة ضربة لإيران. وأضاف المسؤولون الإيرانيون أن القادة العسكريين الإيرانيين يدرسون شن هجوم باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ على أهداف عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب ضرب أهداف مدنية. وأوضحوا أن أحد الخيارات قيد الدراسة هو شن هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى حيث لديها قوات متحالفة بما فيها اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير.
من هو إسماعيل هنية؟
إسماعيل هنية هو سياسي فلسطيني وقيادي في حركة حماس. وُلد في التاسع والعشرين من يناير عام 1963 في مدينة غزة. شغل منصب رئيس وزراء فلسطين بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006. كان واحدًا من أبرز الشخصيات الفلسطينية في الفترة الأخيرة، وقد شارك في العديد من المفاوضات والجهود السياسية في القضية الفلسطينية. يُعرف هنية بموقفه الداعم للمقاومة ورفضه الاعتراف بدولة الاحتلال -إسرائيل-، واعتُقل لفترات بسبب أنشطته السياسية. تعززت مكانته كزعيم شعبي في غزة بعد حصار حكومة حماس ومواجهتها للاحتلال الإسرائيلي.
يُعتبر إسماعيل هنية من بين أبرز قادة حركة حماس، خاصة وأنه له باعٌ طويلٌ مع الحركة وقد انضمَّ لها منذ بداية تأسيسها في أعقابِ الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1987. انتُخب رئيسًا للمكتب السياسي للحركة عام 2017، ثم غادر قطاع غزّة عام 2019 صوبَ العاصمة القطرية الدوحة حيث عزّز من نشاطه الخارجي هناك. عزَّز إسماعيل من مكانة حركة حماس في الخارج ولعب دورًا في كل المراحل التي مرَّت منها الحركة في السنين الأخيرة، فضلًا عن الدور الذي لعبه في بدايات الحركة بالإضافةِ إلى مناصبه الرسميّة.
على المستوى الشخصي فقد تعرّض هنية لعددٍ من محاولات الاغتيال الإسرائيلية وقد نجا في ثلاثةٍ منها على الأقل. قُتل في نيسان/أبريل 2024 ثلاثةٌ من أبنائه وأربعة من أحفاده في غارة جوية إسرائيليّة على قطاع غزة. يُوصَف إسماعيل الذي كان يعيشُ ما بين قطر وتركيا بأنّه الوجه الدبلوماسي لحركة حماس، ولعبَ دورًا كبيرًا عقبَ عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حربٍ شاملة في التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطة أمريكية قطرية مصرية.
الاغتيالات السياسية عقيدة الاحتلال التي يعيش عليها
تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيسها واغتصابها لأرض فلسطين على استراتيجية الاغتيالات السياسية. قام الكيان الصهيوني بأكثر من 2700 عملية اغتيال على مدار تاريخه القصير، ويعتبر القادة الإسرائيليون أن الاغتيالات أداة مفيدة لتوسيع الفجوة الزمنية بين الحروب دون مراعاة للمواثيق الدولية ولا الدول الصديقة.
في سبعينات القرن الماضي قامت إسرائيل بقائمة كبيرة من الاغتيالات السياسية نذكر منها:
8 يوليو 1972 – اغتيل غسان كنفاني في بيروت بتفجير سيارته بواسطة عبوة ناسفة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي.
16 أكتوبر 1972 – اغتيل وائل عادل زعيتر وهو موظف في السفارة الليبية وممثل منظمة التحرير الفلسطينية من قبل مسلحين عند مدخل شقته في روما.
8 ديسمبر 1972 – اغتيل الدكتور محمود همشري وهو ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا حيث تم قتله من خلال إخفاء قنبلة في جهاز الهاتف في باريس.
24 يناير 1973 – اغتيل حسين أبو الخير وهو ممثل لمنظمة فتح في قبرص من خلال زرع قنبلة في غرفته في فندق في نيقوسيا.
6 أبريل 1973 – اغتيل الدكتور باسل الكبيسي وهو أستاذ في القانون في الجامعة الأمريكية في بيروت من قبل مسلحين في باريس.
9 أبريل 1973 – أعطيت وحدة سايريت ماتكال الأوامر لاغتيال الأشخاص التالية أسمائهم وذلك خلال ما سمته إسرائيل عملية ربيع الشباب:
- محمد يوسف النجار وهو ضابط عمليات في أيلول الأسود وموظف رسمي في منظمة التحرير الفلسطينية.
- كمال عدوان عضو لجنة مركزية لحركة فتح مسؤول الأرض المحتلة.
- كمال ناصر متحدث رسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية.
11 أبريل 1973 – اغتيل زيد مقصي في غرفة في فندق في أثينا وهو ممثل لفتح في قبرص.
28 يونيو 1973 – اغتيل محمد بودية وهو ضابط عمليات في منظمة أيلول الأسود حيث تم قتله عن طريق لغم تحت مقعد سيارته في باريس.
11 يوليو 1973 – الأمن اللبناني يلقي القبض على شخص ألماني يحمل جواز سفر مزور باسم (اورلخ لوسبرغ) تبين فيما بعد أن اسمه الحقيقي هو داني ياتوم وكان ضمن شبكة كيدون والتي كانت تخطط لاغتيال سعيد السبع في مدينة طرابلس بلبنان.
21 يوليو 1973 – قتل أحمد بوشيقي وهو نادل بريء تم الاشتباه به على أنه علي حسن سلامة، على يد مسلح في النرويج (قضية ليلهامر).
22 يناير 1979 – اغتيل علي حسن سلامة، وهو قيادي بارز في منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة أيلول الأسود حيث تم قتله عن طريق تفجير سيارة في بيروت.
25 يوليو 1979 – اغتيال القائد العسكري الفلسطيني البارز زهير محسن، وهو زعيم منظمة الصاعقة، ورئيس الدائرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي الثمانينات قامت إسرائيل بارتكاب 5 عمليات اغتيال سياسي كما يلي:
23 يوليو 1982 – اغتيل فضل الضاني وهو نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في باريس.
9 يونيو 1986 – اغتيل خالد نزال في أثينا في اليونان، وهو الشخص الأول في الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
14 فبراير 1988 – اغتيال قادة القطاع الغربي “محمد حسن بحيص” و”باسم سلطان” (حمدي) ومروان كيالي في قبرص.
9 أكتوبر 1981 – ماجد أبو شرار مسؤول الإعلام الفلسطيني الموحد وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اغتيل في روما بعد تفجيرِ غرفته في أحد فنادق المدينة على يدِ عملاء الموساد.
16 أبريل 1988 – اغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) وهو الشخص الثاني بعد ياسر عرفات بهجوم فرقة قوات خاصة إسرائيلية في تونس.
وفي التسعينات قامت إسرائيل بعشرة عمليات اغتيال سياسي كما يلي:
14 يناير 1991 – تم اغتيال صلاح خلف وهايل عبد الحميد وأبو محمد العمري في تونس.
16 يناير 1992 – تم اغتيال عباس الموسوي وهو أمين عام حزب الله حيث اغتيل في سيارة في موكب في لبنان من خلال صواريخ أطلقت من طائرتين مروحيتين إسرائيليتين.
8 يونيو 1992 – تم اغتيال عاطف بسيسو في فرنسا.
24 نوفمبر 1993 – تم اغتيال عماد عقل قائد في كتائب القسام ومن مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس بالضفة الغربية.
30 يونيو 1995 – وفاة سعيد السبع بعد ظهور أعراض غريبة على جسمه، ما رجحتعرضه لعملية تسميم كما حدث مع وديع حداد.
26 أكتوبر 1995 – اغتيل فتحي الشقاقي رئيس منظمة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حيث تم إطلاق النار عليه وقتله أمام فندق في مالطا.
6 يناير 1996 – اغتيل يحيى عياش الملقب بالمهندس وهو عضو في حركة حماس حيث تم اغتياله في قطاع غزة عن طريق تفجير جهازه الخلوي.
25 سبتمبر 1997 – محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن عبر تسميمه.
وفي الفترة من عام 2000 إلى عام 2009 قامت إسرائيل بعمليات الاغتيال التالية:
22 نوفمبر 2000 اغتيال جمال عبد الرازق مسؤول قيادي في حركة فتح حيث تم قتله مع ثلاثة أعضاء آخرين بإطلاق النار عليهم من قبل القوات الإسرائيلية في غزة.
31 ديسمبر 2000 اغتيال ثابت ثابت في طولكرم، وهو المسؤول البارز في حركة فتح.
3 يناير 2001 اغتيال مسعود عياد وهو مقدم في القوة 17 حيث تم اغتياله وهو يقود سيارة في مخيم جباليا في غزة بإطلاق صواريخ من ثلاث طائرات مروحية.
31 يوليو 2001 اغتيال جمال منصور وهو قيادي بارز في جناح حماس السياسي في الضفة الغربية، اغتيل مع جمال سليم وآخرين من خلال ضرب مكتبه بصاروخ أطلق من طائرة مروحية.
20 أغسطس 2001 اغتيال عماد أبو سنينه وهو قائد في تنظيم فتح، اغتيل بإطلاق النار عليه في الخليل.
27 أغسطس 2001 اغتيل أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقصف جوي إسرائيلي استهدف مكتبه في مدينة البيرة.
23 نوفمبر 2001 محمود أبو هنود قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية والمطلوب رقم 1، اغتيل باستهداف الطائرات الاسرائيلية لسيارته شمال مدينة نابلس مع اثنين من مرافقيه.
14 يناير 2002 اغتيال رائد الكرمي في طولكرم، وهو القائد العام لكتائب شهداء الأقصى.
22 مايو 2002 محمود الطيطي زعيم كتائب شهداء الأقصى ومؤسسها في نابلس، اغتيل في نابلس
3 مارس 2002 حكم أبو عيشة قائد كتائب شهداء الأقصى ومؤسسها في نابلس، اغتيل في مخيم بلاطة بنابلس.
11 أبريل 2002 اغتيال رياض بدير قائد معركة مخيم جنين، وهو من مدينة طولكرم.
24 يونيو 2002 ياسر سعيد رزق قائد لواء رفح في كتائب القسام آنذاك.
30 يوليو 2002 مهند الطاهر قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في منطقة نابلس.
22 يوليو 2002 صلاح شحادة زعيم كتائب عز الدين القسام، اغتيل بقنبلة وزن طن تم إسقاطها من طائرة إف 16. قتلت زوجته وأولاده التسعة في نفس الهجوم.
8 مارس 2003 – إبراهيم المقادمة وثلاث من مساعديه، اغتيلوا من خلال صواريخ أطلقت من طائرة مروحية فوق مدينة غزة.
21 أغسطس 2003 اغتيال القائد البارز في حركة حماس إسماعيل أبو شنب في قصف استهدف سيارته مع مرافقيه.
22 مارس 2004 أحمد ياسين مؤسس وزعيم حماس، اغتيل مع حراسه الشخصيين في قطاع غزة من خلال طائرة أباتشي مقاتلة.
17 أبريل 2004 عبد العزيز الرنتيسي مؤسس وزعيم حماس وخليفة أحمد ياسين الزعيم السابق لحماس بعد استشهاده، اغتيل بصواريخ أطلقت من طائرة مروحية حيث تم استهدافه مع ابنه وقتلهما معًا.
26 سبتمبر 2004 عز الدين الشيخ خليل، اغتيل في دمشق عاصمة سوريا.
21 أكتوبر 2004 اغتيال عدنان الغول وهو خبير سلاح في منظمة حماس بالإضافة إلى عماد عباس حيث قتلا بصواريخ أطلقتها طائرة أباتشي على سيارتهم.
13 ديسمبر 2004 اغتيال إحسان شواهنة وهو قائد عسكري في منظمة حماس برصاص قوة خاصة في مدينة نابلس.
23 أكتوبر 2007 اغتيال نائب الأمين العام للجان المقاومة الشعبية في فلسطين ومستشار وزير الداخلية مبارك الحسنات في غزة بثلاث صواريخ.
12 فبراير 2008 قامت دولة الاحتلال باغتيال عماد مغنية أحد أهم القادة العسكريين لحزب الله حيث قامت بتفجير سيارته في العاصمة السورية دمشق.
14 أبريل 2008 قامت دولة الاحتلال باغتيال إبراهيم أبو علبة، أحد مؤسّسي كتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقائدها في الشمال، كما كانّ عضوًا في القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية. اغتيل إبراهيم أثناء عودته إلى بيته عبر صاروخين أطلقا من طائرة استطلاع إسرائيليّة.
2 أغسطس 2008 قامت دولة الاحتلال باغتيال محمد سليمان، المستشارًا الأمني للرئيس السوري بشار الأسد. اغتيلَ محمّد على يدِ المخابرات الإسرائيليّة في مدينةِ طرطوس بالساحل السوري في ظروفٍ وُصفت بالغامضة حينها.
1 يناير 2009 قامت دولة الاحتلال باغتيال نزار ريان وكان داعية إسلامي وسياسي وأستاذ جامعي عدا عن كونهِ قائد سياسي وعسكري في حركة حماس إلى جانبِ عمله مع حركة المقاومة الفلسطينيّة. اغتيلَ ريان خلالَ الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009 في قصفٍ جوي إسرائيلي طالَ منزله في مخيّم جباليا ففارقَ الحياة مع زوجاته الأربعة وإحدى عشر من أبنائه وبناته تتراوحُ أعمارهم ما بين العامين والإثني عشر عامًا.
3 يناير 2009 قامت دولة الاحتلال باغتيال أبو زكريا الجمال وكان سياسيًا وعسكريًا بارزًا في فلسطين وخاصّة في حركة حماس وذراعها العسكري كتائب القسّام. اغتالتهُ قوات الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
15 يناير 2009 قامت دولة الاحتلال باغتيال سعيد صيام، وزير الداخلية في أول حكومة لحركة حماس، كما كانَ نائبًا في المجلس التشريعي الفلسطيني فضلًا عن كونه أحد أبرز قادة حماس السياسيين في القطاع. اغتالتهُ إسرائيل حينما استهدفت طائرة إف 16 منزل شقيقه ففارقَ الحياة رفقة نجله محمّد وشقيقه وزوجة شقيقه، بالإضافة إلى عددٍ من الفلسطينيين الذين كانوا متواجدين في مكان الغارة.
4 مارس 2009 قامت دولة الاحتلال باغتيال خالد شعلان، القيادي البارز في صفوفِ سرايا القدس وخاصّة لواء الشمال في غزّة والذي خاضَ عددًا من الحروب ضدّ دولة الاحتلال على مرّ السنوات. اغتالت القوات الجوية الإسرائيلية شعلان وزميلينِ له في غارة جوية استهدفَت السيّارة التي كانت تقلّهما ومع أنّ بعضًا منهم قفزوا منها لكنهم أُصيبوا بجروح خطيرة وفارقوا الحياة لاحقًا بمن فيهم خالد.
19 يناير 2010 قامت دولة الاحتلال باغتيال محمود المبحوح، أحد قادة كتائب عز الدين القسام.
14 أغسطس 2010 قامت دولة الاحتلال باغتيال عيسى البطران، القيادي الميداني في كتائب عز الدين القسام.
17 سبتمبر 2010 قامت دولة الاحتلال باغتيال إياد شلباية القائد العسكري البارز في كتائب القسام.
8 أكتوبر 2010 قامت دولة الاحتلال باغتيال نشأت الكرمي القائد العسكري بحماس.
17 نوفمبر 2010 قامت دولة الاحتلال باغتيال إسلام ياسين، القيادي البارز في جيش الإسلام خلالَ غارة جويّة نفذتها دولة الاحتلال على قطاع غزة.
29 أبريل 2011 قامت دولة الاحتلال باغتيال تيسير أبو سنيمة، القيادي البارز في كتائب القسام عبرَ صاروخٍ موجه أُطلقَ من طائرة حربية إسرائيلية استهدفَ المكان الذي كان يتواجد فيه في مدينة غزة.
24 أغسطس 2011 قامت دولة الاحتلال باغتيال إسماعيل الأسمر، العضو البارز في حركة الجهاد الإسلامي عن طريق غارة بالطيران الحربي استهدفت سيارته.
11 ديسمبر 2011 قامت دولة الاحتلال باغتيال حسن طهراني مقدم، وهو من أبرز الشخصيات في صناعة الصواريخ الإيرانية، وتم اغتياله خلال انفجارٍ كبيرٍ هزَّ أحد الأماكن في طهران، وقُتل معه العشرات من الحرس الثوري.
11 يناير 2012 تم اغتيال مصطفى أحمدي روشن، العالم النووي الإيراني، والأستاذ الجامعي عبر قنبلة أُلصقت بسيارته من قِبل راكبي دراجة نارية في طهران.
9 مارس 2012 تم اغتيال زهير القيسي، الأمين العام للجان الشعبية في غزة بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي بقصف سيارته.
14 نوفمبر 2013 تم اغتيال أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام عبر صاروخ استهدف سيارته.
في 2014 قامت دولة الاحتلال بعمليتي اغتيال لكل من أحمد زعنين، العضو البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و رائد العطار العضو البارز في المجلس الأعلى لكتائب عز الدين القسام والقائد العسكري للواء رفح.
كما قامت دولة الاحتلال في عام 2015 بعمليتي اغتيال استهدفت كل من جهاد عماد مغنية، القيادي في حزب الله اللبناني وسمير القنطار عميد الأسرى المحررين اللبنانيين.
في عام 2016 قامت دولة الاحتلال باغتيال محمد الزواري، المهندي التونسي الذي أشرف على تطوير صناعة الطائرات بدون طيار في وحدة التصنيع بكتائب عز الدين القسام. والذي قام بدور كبير في صناعة الطائرة أبابيل 1.
في عام 2017 قامت دولة الاحتلال باغتيال مازن فقهاء، أحد قادة كتائب عز الدين القسام.
في عام 2018 قامت دولة الاحتلال باغتيال فادي البطش، العالم الفلسطيني في الهندسة الكهربائية.
في عام 2019 قامت دولة الاحتلال باغتيال بهاء أبو العطا، أبرز القادة العسكريين في سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
في عام 2020 قامت دولة الاحتلال باغتيال محسن فخري زادة، العالم النووي الأرفع في إيران.
في عام 2021 قامت دولة الاحتلال باغتيال جمال الزيدة، المهندس الميكانيكي، والذي أشرف على تطوير صناعة الصواريخ في وحدة التصنيع التابعة لكتائب عز الدين القسام.
شهد عام 2022 زيادة ومنحنًى صاعدًا في عمليات الاغتيال السياسي التي قامت بها إسرائيل كما نشير:
11 مايو 2022 اغتالت دولة الاحتلال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة الإخبارية حينما كانت تُغطّي اقتحامًا لمدينة جنين. خلَّف مقتلُ الصحفيّة الفلسطينيّة ضجّة كبيرة وردود فعلٍ على مستوى العالَم، وقد أثبتت النيابة العامّة في تحقيقها أنّ جنودًا من جيش الاحتلال كانوا متمركزين على مقربةٍ من شيرين هم من اغتالوها.
بتاريخ 5 أغسطس 2022 اغتالت دولة الاحتلال تيسير الجعبري، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي فهو القيادي العسكري للمنطقة الشمالية في سرايا القدس الذارع العسكري للجهاد وقد اغتيلَ على يدِ قوات الاحتلال الإسرائيلي عشيّة السابع من آب/أغسطس 2022 في هجومٍ أطلقت عليهِ تل أبيب اسمَ عمليّة الفجر الصادق.
في السابع من أغسطس 2022 اغتالت دولة الاحتلال خالد منصور، القيادي البارز في حركةِ الجهاد الإسلامي. اغتيلَ منصور في غارة إسرائيليّة استهدفت عددًا من المنازل في مدينة رفح حيث أَعلن الدفاع المدني المحلّي للمدينة عن وفاته بعد ساعات من الحفرِ تحت الأنقاض.
في التاسع من أغسطس من عام 2022 قامت دولة الاحتلال باغتيال إبراهيم النابلسي، القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى، اغتيلَ مع رفيقين له على يدِ جيش الاحتلال الإسرائيلي في منزلٍ كانوا قد تحصّنوا فيه قبل أن يجري قصفه بصاروخٍ محمولٍ على الكتف.
في عام 2023 اغتالت إسرائيل كل من:
23 مارس 2023 اغتالت دولة الاحتلال أمير أبوخديجة القيادي الميداني في مدن الضفة قائد كتيبة طولكرم العسكرية ومؤسِّس مجموعة الرد السريع فيها.
في التاسع من مايو 2023 اغتالت دولة الاحتلال جهاد الغنام القيادي البارز في صفوف حركة الجهاد الإسلامي عبر غارة جويّة استهدفت منزله في مدينة رفح ففارقَ الحياة رفقة زوجته. واغتالت في نفس العملية كذلك خليل البهتيني وقيادي ثالث هو طارق محمد عز الدين. خليل هو قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي، فهو عضوُ المجلس العسكري كما أنه قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وله دورٌ بارزٌ في تأسيس جهاز أمن السرايا فضلًا عن قيادته في وقتٍ ما الإعلام الحربي لنفس الحركة.
في 11 مايو 2023 اغتالت دولة الاحتلال علي غالي، العضو البارز في المجلس العسكري لحركة سرايا القدس ومسؤول الوحدة الصاروخية للحركة.
في السادس من نوفمبر 2023 اغتالت دولة الاحتلال جهاد شحادة، قائد “كتيبة طولكرم – الرد السريع”، وأحد مؤسسيها، وأحد أبرز المطلوبين للكيان الصهيوني ضمن قائمة الاغتيال.
في الثاني من يناير 2024 اغتال الاحتلال صالح العاروري في بيروت.
في الثامن عشر من مارس 2024 اغتالت دولة الاحتلال فائق المبحوح رئيس مديرية العمليات التابعة لجهاز الأمن الداخلي بحماس حيث ارتقى إثر تبادل لإطلاق النار مع القوة الإسرائيلية داخل مجمّع مستشفى الشفاء.
30 يوليو 2024 اغتالت دولة الاحتلال فؤاد شكر القيادي في الحرس الثوري الإيراني بصاروخ في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية، بيروت.
31 يوليو 2014 اغتالت دولة الاحتلال مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول والمصور الصحفي رامي الريفي بصاروخ استهدف سيارتهما مما أدي إلى فصل رأس الغول عن جسده.
الخلاصة:
يعتقد الكيان الصهيوني أن اغتيال قادة المقاومة في فلسطين سيمنع استمرار المقاومة للاحتلال، إلا أنه يتضح من الوقائع التاريخية أن المقاومة الفلسطينية تستمر في خططها المقاومة بعد اغتيال قادتها مثل ما حدث بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبعد اغتيال الرنتيسي كذلك، فتعاقبت القيادات في حركات المقاومة واستمرت الحركات بالنضوج حتى استطاعت تنفيذ عملية بحجم “طوفان الأقصى”.
من ناحية أخرى يظل العالم في حالة ترقب للرد الإيراني المنتظر الذي وصفه المسؤولون الإيرانيون بأنه سيكون “ردًا مزلزلًا” حسب تعبيرهم، وسط قلق من تحول المواجهة إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى تعالت بعض الأصوات، خاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي، تنتقد حماس بسبب علاقاتها القوية مع إيران، متهمين إياها بالتغافل عما تُتهم به إيران من جرائم بحق الشعب السوري في إطار دعمها للرئيس السوري بشار الأسد. إلا أن هذه الأصوات لم تقدم تصورها لبدائل فصائل المقاومة الفلسطينية في الحصول على الدعم في ظل احتياجها الشديد للدعم المالي والعسكري الذي تمد به إيران فصائل المقاومة، وعلى الرغم من إعلان هنية في وقت سابق عن أنه طالب المسؤولين في عدة دول العربية بدعم المقاومة، الأمر الذي قوبل إما بإعراض أو رفض، في الوقت الذي تساعد فيه دول المواجهة العربية (مصر والأردن) الكيان المحتل في إطباق الحصار على قطاع غزة بشكل كامل منذ ١٨ عامًا، وفي ظل تطبيع استمرار الدول الخليجية في الدفع قدمًا باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني. تُدرِك الفصائل أن الدعم العسكري والمالي والتقني الإيراني لا يمكن الاستعاضة عنه بأيّ طرف إقليمي، كما أنها تُدرِك صعوبة الثمن المطلوب من الأطراف الإقليمية الأخرى لقاء الدعم المالي، ليس أقلّه الدعوة إلى التخلّي عن المواجهة العسكرية المباشرة.
لا يقدم أصحاب الطرح القائل بضلوع إيران في حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية دليلًا متماسكًا لطرحهم؛ ذلك أنه بحساب الفائدة مقابل المخاطرة لا يتبين ما الذي ربحته إيران من اغتيال هنية! ولا يتبين كيف تستفيد من الإساءة إلى سمعتها الدولية بإظهار نفسها عاجزة عن حماية ضيوفها الهامين -أمثال هنية- خاصة مع اعتبار طبيعة مكان الاغتيال وتبعيته لأعلى هيئة عسكرية إيرانية، مما يثير تساؤلات مشروعة حول اختراقات أمنية خطيرة يصعب معها تصور أن تسيء دولة ما لسمعتها الأمنية بهذا المستوى مع عدم وجود فائدة واضحة تحصلها طهران من وراء هذا الاغتيال، وكذلك لا يفسر ذلك الطرح ما الفائدة التي يمكن أن تتحقق لإيران من المخاطرة بحرب إقليمية يظهر من أدائها السياسي أنها تحرص على تجنبها، وبخاصة مع بداية عهدة رئيس جديد لما يكمل يومه الأول.