تقدير موقف
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها جو بايدن عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النيران لإنهاء 13 شهراً من القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران
بدأ السريان الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النيران عند الساعة الرابعة فجر الأربعاء 27 نوفمبر/ تشرين الثاني بتوقيت بيروت، لينهي المعارك بين الجانبين التي استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتوسعت لاشتباكات على نطاق واسع ومؤثر في خلال الشهرين الأخيرين
وصدر بيان مشترك لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ذكرفيه إن الاتفاق من شأنه أن يوقف القتال في لبنان ويؤمن إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى
اتفاق وقف إطلاق النيران بين الجانبين من خلال الإحاطات الرسمية
– طبقا لما ورد في تصريحات الرئيس الأمريكي فمن المفترض أن يكون الاتفاق صمم ليكون وقفا دائما لإطلاق النيران
– حزب الله سوف يقوم خلال فترة 60 يوماً بإزالة مقاتليه وأسلحته من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ــ الحدود غير الرسمية بين لبنان وإسرائيل ــ ونهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومتراً (20 ميلاً) إلى الشمال.
– تنشر قوات الجيش اللبناني 5 الاف جندي لتحل محل مقاتلي حزب الله في تلك المنطقة، وهو ما سيضمن إزالة الاسلحة والبنية التحتية للحزب وعدم إمكانية إعادة بنائها
– خلال فترة الأيام الستين، ستسحب إسرائيل تدريجيا قواتها من الجانب اللبناني
– الاتفاق من شأنه تمكين المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى منازلهم
الخلاصة
– لا تزال هناك تساؤلات حول دور قوات الجيش اللبناني المفترض انتشارها في الجنوب اللبناني طبقا لاتفاق وقف إطلاق النار، وما إذا كانت ستواجه مقاتلي حزب الله إذا لزم الأمر، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات في بلد تتعمق فيه الانقسامات الطائفية
– الجيش اللبناني لا يملك الامكانات ولا الموارد – المالية والقوى البشرية والمعدات والسلاح – للوفاء بالتزاماته بموجب الاتفاق، مما يعني معونات ومساهمات لم تتضح ابعادها ونوعيتها بعد من رعاة الاتفاق الرئيسسين امريكا وفرنسا وكذلك من بعض حلفاء لبنان الدوليين
– العديد من المسؤولين الغربيين يقولون إن حزب الله أصبح ضعيفا وأن هذه هي اللحظة المناسبة للحكومة اللبنانية لاستعادة السيطرة على كافة أراضي البلاد
– يأتي الاتفاق متوافقا إلى حد كبير مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله والذي بموجبه ينبغي أن تكون المناطق الواقعة جنوب الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل
– طبقا للتصريحات الأمريكية فان الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان هذه المرة إلى الآلية الأممية الثلاثية القائمة بالفعل، والتي تضم اليونيفيل ولبنان وإسرائيل، والتي ستتولى مهمة مراقبة الانتهاكات بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النيران مما يعني تدخل أوسع أمريكي وفرنسي في الجنوب اللبناني
– طبقا للجانب الأمريكي أيضا فإنه لن تكون هناك قوات قتالية أمريكية في المنطقة، ولكن سيكون هناك دعم عسكري للجيش اللبناني وبالإشتراك مع الجيش الفرنسي أيضا وهو مما يفتح الباب لآلية معونة عسكرية علي هيئة تسليح وتدريب وتأهيل ودعم مادي من الجانبين الأمريكي والفرنسي والذي يعطينا مؤشر واضح تخبرنا به تجارب الجيوش المماثلة في المنطقة انه ستكون تبعية الجيش اللبناني تدريجيا تبعية مباشرة لأمريكا وحلفاؤها وهو ما يبدو أنه هدف أساسي لأمريكا وإسرائيل وحلفاؤهم
– برغم من أن التقارير أشارت إلى رفض لبنان ما ذكره رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن إسرائيل لها حرية العمل العسكري بتفهم كامل من الولايات المتحدة لردع حزب الله قائلا إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول التسلح فسنهاجم وإذا حاول إعادة بناء البنية التحتية للإرهاب بالقرب من الحدود فسنهاجم. وإذا أطلق صاروخا أو حفر نفقا أو أدخل شاحنة محملة بالصواريخ فسنهاجم
— وأيد بايدن ما قاله نتنياهو فقال: لن نسمح بإعادة بناء البنية التحتية الإرهابية لحزب الله في جنوب لبنان وإذا انتهك حزب الله أو أي شخص آخر الاتفاق وشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، فإن إسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن النفس بما يتفق مع القانون الدولي
– المطلب الإسرائيلي بالحق في الرد لم يشكل جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار لأن لبنان رفضه. وللإلتفاف على هذه القضية، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة أصدرت تصريحات على لسان رئيسها وستصدر خطاباً يلاحقا يؤيد حق إسرائيل في العمل العسكري داخل لبنان والرد على الانتهاكات الخاصة بالاتفاق طبقا لوجهة النظر الإسرائيلية
– تصريح الولايات المتحدة الأمريكية بأن الاتفاق يدعم سيادة لبنان على أراضيه يبدو جليا مما سبق ذكره انه يدعم سيادة لبنان على أراضيه وفقا للرؤية الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية المستقبلية للدولة اللبنانية ومكوناتها
– الاتفاق على المدى الاستراتيجي لا يصب في مصلحة حزب الله بل ويهدف إلى تقويض حزب الله تماما وإخراجه تدريجيا من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكذلك العمل المستقبلي على تأطير الدولة اللبنانية خارج تأثير حزب الله وكذلك مؤسسة الجيش اللبناني بنموذج التبعية المباشرة للبنتاجون والقرار الأمريكي على غرار الجيوش العربية المقيدة بالمعونة الأمريكية