في ظل التصعيد العسكري المتسارع الذي تشهده منطقتنا، تُعرب مؤسسة مرسي للديمقراطية عن رفضها الكامل إزاء الاعتداء العسكري الأمريكي الأخير على الأراضي الإيرانية، والذي يمثل فصلاً جديدًا في مشروع السيطرة على المنطقة العربية والإسلامية ، ويكشف عن اتساع دائرة الاستهداف التي تطال دول المنطقة، وكل شعوب العالم التي تحاول الحفاظ على قرارها الوطني.
إن هذا الاعتداء لا يمكن فصله عن المخططات الصهيونية الهادفة إلى إعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة، بما يُكرّس التفتيت، ويفرض وصايات عسكرية وسياسية تُمهد لهيمنة استعمارية محدثة، تُهدد السيادة الوطنية لدول الإقليم، وتفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات.
لقد بات واضحًا أن الاحتلال الصهيوني يسعى لاستغلال حالة الاستقطاب والصمت الدولي لفرض خارطة جديدة يكون فيها هو القوة الوحيدة المتحكمة، في مقابل إضعاف كل ما عداه من قوى حية في الأمة، سواء كانت حكومات أو شعوب أو حركات تحرر.
وإذ تؤكد مؤسسة مرسي للديمقراطية أن هذا الاعتداء يمثل تطورًا خطيرًا يُنذر بإشعال المنطقة، فإنها تدعو إلى ما يلي:
1. وقف التصعيد العسكري الأمريكي فورًا، و الخروج من حلف مساندة دولة الإحتلال الصهيوني واحترم سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
2. رفض أي محاولة لتطويع الجغرافيا بالإكراه العسكري أو بالتدخل الخارجي، أياً كان مصدره أو مبرراته.
3. وحدة الموقف العربي والإسلامي في مواجهة مشاريع الهيمنة والتقسيم، والتمسك باستقلال القرار الوطني ورفض التدخلات الخارجية.
4. مساندة كل الأصوات الحرة في المنطقة التي تنادي بالسيادة والحرية والكرامة، والتضامن مع شعوبها في معركتها ضد الاحتلال والاستبداد معًا.
إننا نذكّر بأن الكرامة الوطنية لا تتجزأ، وأن استهداف إيران اليوم قد يكون مقدمة لاستهداف دول أخرى غدًا، وأن المطلوب هو يقظة جماعية تدرك أن ما يُراد بالمنطقة هو إعادة إنتاج الاستعمار في صورة جديدة، عنوانها القواعد العسكرية والتبعية الاقتصادية والوصاية السياسية.
مؤسسة مرسي للديمقراطية
22 يونيو 2025