بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
بالنيابة عن أسرة الرئيس المصري الشهيد الاستاذ الدكتور محمد مرسي – رحمه الله – وفي الذكرى السادسة لاستشهاده، تحت عنوان ست سنوات عهد لاينسي، نحيكم أيها المشاهدون والمستمعون بتحية الإسلام تحية السلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت رعاية فخامة الرئيس التونسي الأسبق الدكتور محمد المنصف المرزوقي .
رئيس شرف مؤسسة مرسي للديمقراطية.
نبدأ فاعليات هذا المؤتمر الصحفي في الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي رحمه الله. من العاصمة الفرنسية باريس
السادة الحضور، الأخوة والاخوات لسيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام، أصدقاء الكرامة والحرية في كل مكان…
نقف اليوم، وبعد ست سنوات كاملة على استشهاد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، الرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسي – رحمه الله – اننا اليوم لا لنرثيه فحسب، بل لنستدعي مشروعه، ونقف على مبادئه، ونُجدد العهد والعهد لاينسي، بأن الشعوب الحرة لا تموت، وأن الكرامة لا تُقبر، وأن الاستقلال ليس حلمًا مستحيلًا، بل طريق طويل يبدأ برجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
لقد كان الرئيس الشهيد يحمل مشروعًا وطنياً قومياً رائداً ومستقلا، لا مجرد برنامجاً، وكانت مواقفه تعبيرًا عن رؤية، لا مجرد رد فعل.
لم يكن فقط رئيسا منتخبا آتى على حين غفلة من استبداد ليكون رئيسا بارادة الشعب ، بل كان صاحب مشروع نهوض وكرامة، أراد لمصر أن تنهض واقفة، لا أن تبقى متكئة على الخارج.
اليوم باسم أسرته وعائلته وباسم تلاميذه نتوجه لشعب المصري خاصة وشعوب المنطقة والعالم الحر بالأتي:
أولاً:
• لقد آمن الرئيس محمد مرسي أن مصر لا يمكن أن تستقل سياسيًا دون أن تستقل اقتصاديًا.
• لذا دعا إلى دولة تنتج غذاءها، وتصنع دواءها، وتُطوّر سلاحها، لا تكتفي بالاستهلاك، ولا ترضى بالتبعية.
• رفض أن تكون الدولة رهينة للديون أو للإملاءات الخارجية، وكان يحلم بـ نهضة وطنية شاملة تتأسس على الكفاءة والعدالة والإرادة الحرة.
لازم ننتج غذاءنا لا زم ننتج دواءنا لازم ننتج سلاحنا
ثانيا : فلسطين – قضية مركزية لا مساومة عليها الحلم الذي لا يفارق خيال كل عربي وحر
• أيها السادة لم تكن فلسطين عند مرسي مجرد بند في جدول السياسة، او ملف دبلوماسي بل قضية هوية، وعدالة، وكرامة أمة.
• حين حوصرت غزة، قالها بوضوح: “لن نترك غزة وحدها”. وقام بفتح المعبر، وأرسل رئيس وزرائه إلى الخطوط الأولى أثناء القصف، ورفض التواطؤ أو الصمت.
• واليوم، في ظل حرب الإبادة الجارية على أهلنا في غزة، نقول إننا علي ثقة بأن شعبنا العظيم لن يترك إسرائيل الكيان المارق عن الشرعية الدولية والمحتل المجرم لارض فلسطين لينفرد بالمنطقة، ليحقق مشروعا إمبرياليا توسعيا لا تخطئه عين ولن تُترك هذه الدولة وحدها لتعيد رسم الخرائط بالنار والدم. إن ما يجري اليوم في غزة، وما يخطط له من استئصال وتشريد وتهجير ليس معركةً هامشية، بل معركة وجود وهوية. يدركها شعب مصر ومؤسساته الوطنية.والشرفاء من هذا البلد العريق.
وكما يقول الأبنودي:
ومصر عارفه وشايفه وبتصبُر
لكنّها ف خَطْفِةْ زمن.. تُعْبُر
وتستردّ الإسم والعناوين.
نعم تدرك مصر حجمها مهما حاول بعضهم تقزيمها فهي تدرك بالفطرة وبالتاريخ والجغرافيا والقدرات انها
كما يقول جمال حمدان:
“مصر التي إذا قامت قادت، وإذا قادت مصر تبعها العرب.”
ويقول مصر أصبحت مفتاح العالم العربي، إن سقطت سقط، وإذا فتحت فتح. ولذا كان الاستعمار يركز دائما ضربته الأولى والقصوى على مصر، ثم ما بعدها فسهل أمره. وهو ما أدركته وفشلت فيه الصليبيات وتعلمه الاستعمار الحديث. فكان وقوع مصر ١٨٨٢ (تاريخ الاحتلال البريطاني) بداية النهاية لاستقلال العالم العربي. بينما جاء تحرر مصر الثورة بداية النهاية للاستعمار الغربي في المنطقة بل وفي العالم الثالث جميعا”.
وما الربيع العربي إلا شعلة حرية في تونس أوقدتها مصر في ربوع العالم.
فمصر ياسادة ليست على الهامش، ولا ينبغي لها أن تكون. هذا قدرها حيث التاريخ والجغرافيا في هذه المنطقة ومع هذه الاحداث الدائرة في منطقتنا هناك دول كبرى كـ تركيا وإيران، وهي دول فاعلة عاشت وتعايشت منذ قرون في هذه المنطقة ، لكن مصر تبقى هي الدولة العربية الوحيدة بين تلك الدول الوازنة في المنطقة و التي تُلاصق فلسطين، وهي بوابة العرب، وممثلتهم الطبيعية، وقائدة الأمة في قلب الصراع.
تمتلك التاريخ والموارد البشرية والطبيعية ما يجعلها الرائدة.
مصر أيها السادة ليست طارئة على التاريخ.
هي التي كسرت سيف المغول في عين جالوت، ورفعت راية النصر على الصليبيين في حطين، وحررت القدس في عهد صلاح الدين.
هي التي إذا انتفضت، انتفضت معها الأمة… وإذا صمتت، تاهت البوصلة.
لهذا نقول: لا استقرار في المنطقة دون مصر، ولا قيادة للعرب إلا بمصر، ولا نصر لفلسطين دون صوت القاهرة.
ثالثاً
• حرص الرئيس مرسي على تقوية مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية، ورأى أن بناء الدولة المدنية القوية لا يتناقض مع قوة الجيش، بل يتكامل معها.
• اوصي في خطابه الأخير بالحفاظ على القوات المسلحة المصرية ، والتي سعى لتطويرها لتظل درع الوطن وسياجه.
• كان مؤمنًا بأن جيش مصر هو آخر الجيوش العربية القوية، وأنه أمل في استقلال الأمة العربية وتحرير أوطانها.
• لقد قالها بوضوح: “نريد جيشًا قويًا وقرارًا وطنيًا مستقلًا”، وكان يرى أن الجيش الوطني هو ضمانة الأمن القومي، لا أداة لاحتكار الحكم أو قمع الشعب.
من هنا نقول لمصر بكل اطيافها مسلميها وأقباطها بكل افكارها واديولجيتها وألوانها السياسية وطبقاتها الاجتماعية بكل مؤسستها المدنية والعسكرية حان الوقت لتعود أمة قوية حرة قائدة لا إقصاء لأحد الكل مصري مهما اختلف لقد أثبتت التجارب أن مصر لا تنهض بالاستقطاب والإقصاء وإنما بالوحدة والتعايش فالتحديات المقبلة يلزمها اصطفاف وطني لنخرج وطنا يعيش في وجدان أبناءه في دولة المواطنين لا الرعايا كما يقول المرزوقي وطن حر لا مستبد وطن يعيش فينا لا نعيش فيه كما كان يقول الراحل البابا شنودة الثالث.
أيها السيدات والسادة، الاخوة والاخوات
في ذكرى استشهاد الرئيس محمد مرسي، لا نُعيد فقط سرد تاريخه، بل نُضيء على حاضره فينا، نستلهم ما تركه من مبادئ، ونؤكد أن دماء الشرفاء لا تذهب هدرًا، بل تُوقظ الضمير، وتُعيد تصويب البوصلة.
من قلب الألم، نبعث الأمل… ومن صدى استشهاده، نسمع نداء الحرية والاستقلال… ومن وجع الفقد، نكتب أول سطر في عودة الروح للمشروع الوطني.
رحم الله الرئيس الشهيد محمد مرسي وكل شهداءنا الأبرار .
وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها من مكر الاعداء.
وعاشت مصر حرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسرة الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله.