تحلّ علينا هذا العام ذكرى مذبحتي رابعة العدوية، والنهضة، وهي الجريمة التي مثّلت أكبر اعتداء دموي على أكبر تجمع للمتظاهرين السلميين في تاريخ مصر الحديث، وأحد أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين.
في مثل هذا اليوم، قُتل وأصيب الآلاف من أبناء وبنات الوطن الذين خرجوا دفاعاً عن حق شعبهم في الحرية، والعدالة، والكرامة، والاستقلال الوطني.
رافضين بصدور عارية الإنقلاب العسكري على إرادة الشعب المصري.
إننا في مؤسسة مرسي للديمقراطية نؤكد أن هذه الذكرى ليست مناسبة للبكاء على الماضي، بل لاستحضار روح الشهداء الذين ضحوا من أجل أن تكون مصر وطناً حراً مستقلاً، تماماً كما يقدم الشعب الفلسطيني اليوم ملحمة من الصمود في قطاع غزة، وهو يواجه الإبادة الجماعية والحصار والمجاعة، دفاعاً عن أرضه وحقه في الحياة والحرية.
لقد كانتا مجزرتي رابعة العدوية والنهضة نقطة التحول الكبرى التي أغلقت المجال العام في مصر، وقمعت الصوت الحر، وكممت الأفواه، وصادرت الحريات، ومهّدت لعزل مصر عن محيطها العربي، وأضعفت دورها التاريخي في الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين.
وفي هذه الذكرى، نؤكد أن مصر اليوم في أمسّ الـحاجة إلى أن تتجاوز جراحها رغم فداحتها لتتقدم نحو وحدة شعبية تلتف فيها كافة المؤسسات الوطنية مع الشعب بكل أطيافه لمواجهة التحدي الأخطر في تاريخ البلاد، حيث المطامع الصهيونية في العدوان على مصر، كما لا يُخفي ذلك قادة الكيان المحتل في تصريحاتهم العدوانية المعلنة.
كما نوجّه في هذه الذكرى الأليمة تحية إجلال وإكبار لأرواح الشهداء وذويهم، ونؤكد أن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن الحرية والكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع بوعي الشعوب وإرادتها.
ومع هذه التحية رسالة تقدير وامتنان إلى المعتقلين وأسرهم على صبرهم وثباتهم في هذه الظروف القاسية والتي لابد لها من نهاية مؤكدة لا ريب بزوال الظلم وخروج الجميع حراً عزيزاً – إن شاء الله- كما نؤكد أن استعادة مصر لدورها ومكانتها مرهون بفتح المجال العام، وإطلاق سراح المعتقليين، ووقف الانتهاكات، وتحقيق العدالة وبناء نظام ديمقراطي يعبّر عن إرادة شعبها.
رحم الله شهداء رابعة العدوية والنهضة وكل شهداء الحرية في أوطاننا، والنصر للشعوب الحرة.
وعاشت مصر وعاشت فلسطين .
مؤسسة مرسي للديمقراطية
14 أغسطس 2025