مع اقتراب الحرب في السودان من دخول عامها الثاني، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذّرة من تفاقم الكارثة الإنسانية، وتصاعد خطر المجاعة، في ظل نقص حاد في تمويل جهود الإغاثة، وتراجع الاهتمام الدولي بالأزمة.
وفي تصريحات مؤلمة، قالت كليمنتاين نكويتا – سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، إن الوضع أصبح “ميؤوسًا منه”، مضيفة: “نناشد المجتمع الدولي ألا ينسى السودان. المدنيون في خطر، والمجاعة تتسع، والاحتياجات تفوق الإمكانيات”.
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تحوّل السودان إلى مسرح لأكبر أزمة نزوح في العالم، مع تهجير أكثر من 12 مليون شخص، وتدمير البنية التحتية، وانهيار مؤسسات الدولة.
وأكدت نكويتا – سلامي أن مدينة الفاشر لا تزال محاصرة، وأن مخيم زمزم في شمال دارفور يشهد مجاعة مؤكدة منذ أشهر، مشيرة إلى ارتفاع جنوني في أسعار الغذاء، ونقص كارثي في الإمدادات الطبية والمياه.
ورغم المخاطر، تواصل فرق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الشريكة عملها في الميدان، وسط قيود شديدة على الحركة والوصول إلى المناطق المتأثرة. وقالت المسؤولة الأممية: “نحن نعمل في ظروف مستحيلة تقريبًا. كثير من شركائنا فقدوا حياتهم أثناء أداء عملهم”.
وأطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 4.2 مليار دولار لدعم 30 مليون شخص هذا العام، لكن التمويل لا يزال متعثرًا. وناشدت نكويتا – سلامي الدول المانحة ألا تتراجع، قائلة: “الصمت مكلف. كل يوم تأخير يعني مزيدًا من الجوع، والنزوح، والمعاناة”.