في التاسع عشر من مايو الماضي (2024)، سقطت طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومعاونيه ما أدى إلى مقتلهم، مما اضطر الدولة الإيرانية إلى الإعلان عن إجراء انتخابات استثنائية لإختيار رئيسٍ خلفًا للرئيس الإيراني الراحل.
أُجريت الانتخابات على مرحلتين، كانت المرحلة الثانية (جولة الإعادة) يوم الجمعة الماضي الموافق الخامس من يوليو 2024.
أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الرئاسية الإيرانية، محسن إسلامي، اليوم السبت، السادس من يوليو 2024، عن نتائج الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت، الجمعة، في دورتها الرابعة عشر.
فاز المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، طبقًا لما نقلته قناة “برس تي في” التلفزيونية الرسمية الإيرانية نقلًا عن وزارة الداخلية الإيرانية.
ووفقًا لوزارة الداخلية الإيرانية، فقد شارك في جولة الإعادة 30.5 مليون ناخب. وفاز بزشكيان بأكثر من 16.3 مليون صوت، متفوقًا على منافسه المحافظ المتشدد سعيد جليلي، الذي حصد أكثر من 13.5 مليون صوت.
وفيما يخص نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية غير العادية، فقد قالت لجنة الانتخابات الإيرانية إن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 49.8%.
وكانت الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، جرت يوم 28 يونيو/حزيران الماضي بين المرشحين سعيد جليلي ومسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف ومصطفى بورمحمدي، ولم يستطع أيٌ منهم الفوز بالأغلبية المطلقة، مما استوجب خوض جولة ثانية بين المرشحين الحائزين على أعلى الأصوات، وهما بزشكيان وجليلي.
من المتوقع أن يعزز فوز مسعود بزشكيان آمال الإصلاحيين في إيران بعد سنوات من هيمنة المحافظين والمحافظين المتشددين على منصب الرئاسة.
بزشكيان، المعروف بانفتاحه على الغرب، أكد في أول تصريح له منذ إعلان فوزه أنه “سيمد يد الصداقة للجميع”. وقال بزكشيان في تصريح للتلفزيون الرسمي “سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد، وعلينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّمه”.
ولد مسعود بزشكيان عام 1953 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية الواقعة شمال غرب إيران لأب إيراني من أصل أذري وأم كردية.
بالرغم من حالة الاستياء الناتجة عن تردي الأوضاع الاقتصادية التي يغلي بسببها الشارع الإيراني، فقد عكس الإقبال الكثيف على مراكز الاقتراع رغبة الإيرانيين في تخطي أزماتهم الاقتصادية عبر انتخاب رئيس إصلاحي، قادر على الموائمة بين متطلبات الشعب الإيراني وبين المواقف السياسية للبلد الذي يواجه عزلة دولية.
تثبت الانتخابات الإيرانية أو الانتخابات التي تتصف بأنها انتخابات حرة يقترع فيها المواطنون بإرادة حرة أنها السبيل الوحيد لتعافي البلاد من أزماتها، ومعاقبة من يقصر في حق الشعوب، ومكافأة من يعمل لصالحها. كما تثبت الانتخابات أنها تصحح نفسها وتُجنب الشعوب ويلات الانقلابات العسكرية بما تأتي به من استبداد وتدمير ونهب لمقدرات الشعوب.