في 15 من يوليو / تموز عام 2016 واجه الشعب التركي انقلابًا عسكريًا على الديمقراطية، استخدم فيه الانقلابيون القوة العسكرية ضد مؤسسات الدولة المنتخبة حيث هاجموا بالطائرات والدبابات البرلمان التركي ومقرات إقامة رئيس الجمهورية المنتخب “رجب طيب أردوغان” وقاموا بفتح النيران على الشعب التركي، الذي واجه الانقلاب بنزول الشوارع، كما حاصروا مقرات وسائل الإعلام ومقرات الحكومة والبلديات في العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول واستولوا على قواعد عسكرية قبل أن تمر ليلة دامية من المواجهات حقق فيها الشعب التركي انتصارًا تاريخيًا على الانقلاب العسكري.
إن وعي الشعب التركي بحقيقة الحكم العسكري والانقلابات لم تكن وليدة تلك الليلة، بل هي من تراكم تاريخي مرت به تركيا بعدة انقلابات دفعت ثمنها غاليًا، كما أن كارثة الانقلاب العسكري في مصر الذي كان يمر وقتها بعامه الثالث جعل الحدث واقعًا بنتائجه الكارثية أمام الشعب التركي الذي سطر ملحمة نضالية من مجابهة هذا الانقلاب الغاشم.